خاص: عيد الأم اللبنانية حزين.. العين البصيرة واليد قصيرة!
“عيد بأية حال عدت يا عيد”.. تلك هي باختصار أحوال اللبنانيين صبيحة عيد الأم، 21 آذار 2023، أطفال استبدلوا الورد الطبيعي بالأشغال اليدوية من الورق، وكبار استغلوا أسعار الورد وحتى قوالب الحلوى، فلجأوا إلى زجاجة زيت من هنا أو بعض المؤن المنزلية، علها “تغني أو تسمن من جوع”، ليبقى اللبناني فريسة للأزمات..
صبيحة عيد الأم الأحوال في لبنان ليست ككل عام.. فمحال الورد لم تعرض الجديد، بل اكتفت بما قل ثمنه وطبعاً خف وزنه، أما محلات الملابس فخلت تماماً، في حين أن واجهات محال الحلوى عمرت بالقوالب التي لم يحملها إلا الميسورون، فيما أصحاب الدخل المحدود “اكتفوا بالنظر”.
ليبقى أن الذهب أصبح العدو اللدود للشعب المعدوم بأكثريته، فلا قدرة ولا إمكانية إلا لفئة معينة ممن لم يعرفوا أثراً للأزمات على حياتهم في لبنان، لذلك موقعنا نزل إلى شوارع بيروت ونقل صورة عيد الأم..
الشتول أوفر من الورود
بما أن الورد يبقى سيد المناسبات، مهما كانت بحلوها ومرّها، لذلك فهو أساسي جداً في “عيد الأم”، ولكن منعاً للوقوع في تجربة “عيد الفالنتاين” وتكبّد الخسائر، لجأ باعة الورد إلى الاكتفاء بما لديهم في المحال، أو استقدام القليل من الشتول كونها أوفر بالكلفة، وتعيش مدة أطول، ذاك ما أبلغنا به سامر طقوش، نجل صاحب محلات طقوش للأزهار. وفيما على نفس المنوال، سار العديد من محال الورد الشعبية، بلغت أسعار أرخص باقة في محل “إكزوتيكا” 120 دولاراً.
قلبي الصغير لا يحتمل
وإن كان الورد سيد الموقف، يبقى أن قالب الحلوى يجمّل جمعة الأهل، ويسلّي النفس عن الهموم، لكن أصبح سعره همّاً آخر، فالقالب ذي الحجم الصغير “4 أشخاص”، في باتيسري “Secrets” يبلغ 2 مليون ليرة لبنانية، وبالإمكان الارتقاء في السعر صعوداً، وإذا ما زرنا باتيسري “Cremino” رأينا أن الأسعار ارتفعت أكثر، فلجأنا إلى حي شعبي لتتراجع الأسعار إلى المليون و200 ألف ليرة لقالب الـ4 أشخاص.
الريح تصفر في الأرجاء
أما محال الملابس والعطورات الأصلية وطبعاً المجوهرات، فخلت على عروشها كما عاينّا بأم العين، حتى أنّ أصحابها رفضوا أن نلتقط صوراً للمحال خوفاً من أن تلحق الصور ضرراً تسويقياً بهم، حيث أخبرنا عبد الكريم الحافي، مالك “مجوهرات الحافي” بأنّ محله لم يزره إلا زبائنه المعتادون، ممن هم أصحاب إما “الدخل المدولر” او السيارات الفارهة، فيما من دخل إلى المحل سواهم فكان ليبيع ذهباً وليس ليشتري.
والصورة لم تختلف في محلات ميلانو للمجوهرات، حيث أُبلغنا بأن البيع متوقف تماماً، اللهم إلا من رحم ربي، فيما المبيع ناشط جداً، كون من يبيع ذهبه يحصل على أوراق الدولار نقداً، لييسر أموره الحياتية بها.
الزيت والمونة
وفي لقاءات سبقت إعداد التقرير، أفادنا بعض الأصدقاء والمعارف بأن هدية عيد الأم هذا العام لن تكون ورداً أو ذهباً أو حتى قالب حلوى، بل المنازل تحتاج إلى الزيت والسكر والأرز مع اقتراب شهر رمضان المبارك، فالأولى أن تتوفر هذه المؤن في المنازل، فلا الورد سيؤكل، ولا قدرة لشراء الذهب، أما قوالب الحلوى بأسعارها يمكن إعداد طبختين مما تيسر.
“قصقص ورق”
أما الأبناء وطلاب المدارس، فمهما جمعت حصّالاتهم، ستبقى عاجزة عن توفير ثمن زجاجة عطر ولو من نوع Copy A، لأن أسعارها أيضاً أصبحت باهظة جداً، فما كان من المدارس إلا أن لجأت إلى التوفير على الأبناء من خلال تعميم قرار بإعداد باقات ورد من الورق، على رأس السيدة فيروز “قصقص ورق”، فيعدون أجمل الباقات بأبخس الأثمان وأغلى المشاعر.
وكل عام وأمهات الكون أجمع بألف خير!!
مصطفى شريف- مدير التحرير