“النهار” و”ImpactBBDO” تحصدان جائزتَين كبريَيْن في “دبي لينكس”
بدا التقاطع الزمني بالغ الدلالة، مع فوز إصدار صحيفة #”النهار”: “#جرايد بقلب جريدة” بـ”الجائزة الكبرى للطباعة والنشر”، وإصدار “العدد الانتخابي” بجائزة كبرى أيضاً عن الفعالية الإبداعية، في المهرجان الإعلاني الإبداعي العالمي المرموق “#دبي لينكس” في الـ15 من آذار بفاصل 17 عاماً عن ترداد قسم الشهيد #جبران تويني في ساحة 14 آذار. على منصة تسلّم الجوائز في مدينة الأحلام العربية الواعدة دبي، كان صدى صوت جبران يتردّد مرنماً أنشودة الحرية ووعد الكلمة التي لا يكسرها قتل ولا اغتيال.
هكذا إذاً، أرادت “النهار” تكريم ذكرى جبران بعد 17 عاماً على استشهاده بعدد خاص يعيد إحياء صحف بيروت التي توقفت عن الصدور في عدد فريد أفردت صفحاته للصفحات الأولى من الصحف الآفلة، تعبيراً عن التمسك بمعنى الصحافة ورسالتها ودفاعاً عن حرية التعبير مهما قست التحدّيات، فكان الحصاد جائزة كبرى عرفاناً بابداع الفكرة وصداها، وهي أنتجت بالشراكة بين “النهار” و”إيمبكت.بي.بي.دي.أو”. الجائزة تأتي أيضاً تكريماً للصحافة العربية وروح المهنة المستمرة في غمار المتغيّرات والتحدّيات الكثيرة.
ويمثّل “دبي لينكس” ملتقى لرواد الصناعة الإبداعية في المنطقة، ويجمع الحدث بين أفضل العلامات التجارية العالمية، والشركات الرائدة ومؤسسات النشر والاعلان وقادة العالم الإبداعي لتبادل الخبرات، وتكريم الأفراد أو الشركات التي تألقت في فئات مختلفة من الابداع، وقدمت أعمالاً كان لها وقع وأثر لدى الجمهور.
“جرايد بقلب جريدة”… صفحات غابت لتعود في نسخة
في الذكرى الـ17 لاغتيال جبران تويني، أبصر العدد الخاص من “النهار”: “جرايد بقلب جريدة” النور، فيما الصحافة الباقية في لبنان صارت مستنزَفة. بعضها يفقد الروح، لأنّ الأزمات تحاصرها من كلّ جانب. وهي تجهد للبقاء، تستكين وتتعب، لكنها لا تستسلم.
فكرة العدد جاءت للتذكير بالكلفة الباهظة التي دفعتها الصحافة اللبنانية ثمناً للوضع المزري الذي بلغته البلاد، سياسياً ومالياً واقتصادياً. ولا يقتصر الأمر على الصحافة المكتوبة، بل طاول الإعلام كلّه، وبالأخص الإعلام الإلكتروني الحديث العهد.
لم تكن الفكرة إعادة إحياء صحف أُقفلت، فلا مجال لذلك، ولا يتحقّق من دون أصحابها طبعاً. لكنّ الفكرة في بعث الروح من جديد، هي عبر التذكير بها، في إشارة إلى ماضٍ عريق طبع الصحافة اللبنانية، وهو مؤرَّخ في كتب ومراجع عدّة. لذا كانت الإضاءة على الماضي القريب فقط، على وجوه وأسماء غابت أو غُيّبت في الأعوام الماضية، أي في السنين العشر الأخيرة.
في ذكرى جبران الشهيد، أرادت “النهار” أن تستذكر الشهداء، وأوّلهم زميلها سمير قصير، وقبله جورج سمرجيان، وأيضاً شهداء أحياء منهم مروان حمادة، ومي شدياق. وأرادت أن تستذكر أيضاً مؤسسات إعلامية، ليست شهيدة، بل ضحية الوضع القائم الذي ضربها مراراً في الصميم، والمرة الأخيرة يوم تفجير مرفأ بيروت، الذي لا تزال آثاره ظاهرة في مبنى “النهار” وفي كلّ زاوية من مكاتبها، وأرواح أفراد أسرتها.
الإصدار الانتخابيّ
أمّا الإصدار الانتخابيّ فقد ولد بعد قرار الصحيفة عدم الصدور ورقيّاً والتبرّع بأثمان الورق والحبر إلى وزارة الداخلية لإجراء الانتخابات في موعدها من دون أعذار.
ورفعت “النهار” حينها الصوت بالقول والفعل من أجل احترام الاستحقاقات الدستورية وأصوات اللبنانيين حين كان يُثار الجدل حول ميزانية إجراء الانتخابات.
وقد أكّدت حملة “النهار” التصميم والشراكة في الحفاظ على ديموقراطية لبنان؛ الأمر الذي لاقى الصّدى في مهرجانات إبداعيّة عالميّة كرّمت المبادرة بجائزة تُعيد في كلّ مرة التأكيد على دور الصحافة في عمق الصّراع من أجل تنوير الرأي العام، وإبقائه متيقّظاً للدّفاع عن مصالحه وحقوقه وقضاياه.
النهار