خاص: وينن؟!.. وين صواتُن.. أو “للاسف” وين سفاراتُن؟!

عشية 17 تشرين الأول 2019.. صدر قرار حكومي بفرض 6 دولارات على مستخدمي تطبيق واتساب.. ففار البركان الشعبي وانطلقت الثورة تناطح جبروت السلطة والمتربعين على عرشها.. استقالت حكومة الحريري وشُكِّلت حكومة دياب.. والوضع من سيئ إلى أسوأ!!

نعم لم يتغيّر شيء ولو قيد أنملة باتجاه الإيجابية.. بل مؤشرات السوء تتصاعد وتتصاعد.. حتى الثوار أنفسهم الذين ملأوا الساحات وأصواتهم ضجّت في الأرجاء “كلن يعني كلن” و”يسقط حكم المصرف” وسواها من الشعارات والنداءات التي طالبت باستلام حكومة تكنوقراط للسلطة.. ومحاسبة ناهبي البلد على مدى سنوات.. وينن؟؟! ( على رأي فيروز)..

اليوم الدولار تخطى كل حدود المعقول في التاريخ اللبناني.. حتى خلال سنوات الحرب لم يبلغ سعر صرف الدولار في السوق الرسمية أو السوداء ما بلغه في واقعنا الحالي.. الغلاء وارتفاع الأسعار تضخّم متجاوزاً الـ100 %.. الجوع دخل إلى البيوت ولم يكتف بالوقوف على الأبواب.. والسلطة تقمع مَنْ ينتقد دورها السلبي بما بلغناه من مستوى “أوطى من الشفرة على البلاط”..

كل هذا يضعنا أمام أسئلة عن الثوار الذي نزلوا يوماً إلى الشارع ورفعوا الصوت.. وطالبوا وشكلّوا فرقاً وتيارات ونوّعوا ساحاتهم من رياض الصلح وساحة الشهداء ببيروت إلى الرينغ وجل الديب وجبيل والبترون.. وعروس الثورة (ساحة النور) طرابلس.. مروراً بساحة حسام الدين الحريري (دوّار إيليا) صيدا.. فساحة العلم في صور ودوّار النبطية وكفررمان.. ووصولاً إلى بعلبك وحاصبيا والشوف وعاليه..

أين الثوار الذي أكدوا عدم خروجهم من الطرقات حتى إحقاق الحق والمطالب.. أين من نادوا بوجع الناس.. اللهم إلا من الناس الحقيقيين الموجوعين الذين ينزلون أسبوعياً.. رغم كل ما يتعرضون له من اعتداءات وتهجّمات من “الطوائفيين”.. إلا أنّ الباقين رموا في أنفسنا بذور أسئلة: هل فعلاً كانوا مموّلين؟.. هل فعلاً قاموا بفترة ما بما هو مطلوب منهم؟!.. هل فعلاً راحت الدماء التي هُدرت والجراح التي ستلازم أصحابها مدى العمر سُدى لأنّ الأمر كان خطة مرسومة؟!..

أم إنّ الخوف من الاعتقال والتوقيف كما حصل مع العديد من الناشطين.. الذي لن يكون آخره اعتقال الناشط بيار الحشّاش.. أو حتى الاعتداء والذي حتماً أيضاً لن يكون آخره ما تعرّض له المحامي الناشط واصف الحركة أو الناشط بيار القاعي.. ناهيك عن استدعاء وتوقيف كل من خطَّ كلمتين عبر Status أو Post على أي صفحة من صفحات التواصل الاجتماعي ضد هذا أو ذاك.. في استعادة لـ”بلطجة البوط السوري”..

علامات استفهام كثيرة تُطرح.. ويبقى أوّلها وآخرها: إلى متى؟!.. إلى متى سيبقى النائم في العلالي “مش دريان بشعبه”.. و”صهره العجيب” يحكم البلد في الظل.. و”الرايات السوداء” وتوابعها تتحكّم بمصيرنا وعلاقتنا.. ومن آمنّا بهم وبثورتهم انكفأوا.. لتتحوّل الثورة إلى غوغائية وتكسير وشبيحة يعيثون فساداً.. أما قطع الطرقات فما عاد يُجدي نفعاً بل يتسبب بزحمات سير وإشكالات.. وتعقيد الواقع والأزمات.. ويبقى سؤالنا: وينن؟؟!!

فايس - حينما استرجع اللبنانيون وسط بيروت

مجهولون يحرقون "قبضة الثورة" في ساحة الشهداء في لبنان

Larissa Aoun on Twitter: "معاليك @rayaelhassan هل تحطيم الخيم في ...
خاص Checklebanon

مقال نشر في 10 تموز 2020

مقالات ذات صلة