خاص شدة قلم: بين صراع المصادر والأوساط.. يبقى السؤال: هل كان يدري؟!
غريب أمره.. أطلَّ علينا متوعّداً ومنتقداً المعوّلين على أي اتفاق بين المملكة العربية السعودية وإيران.. على اعتبار أنّ المنتظرين للدبس من قفا النمس.. فلن ينالوه لا غداً ولا يعد مليون عام.. ولكن ما هي إلا 48 ساعة أو أقل وكذّبته الوقائع.. السعودية وقعت وإيران اتفاقاً يسترجع العلاقات الدبلوماسية ويُعيد تبادل السفراء بين البلدين.. فماذا حدث هل كان يعلم و”ينكر” وتلك مُصيبة.. أو لم يكن يعلم أبداً و”نحن متل الأطرش بالزفة” وتلك مصيبة أعظمُ..
لطالما كانت “السيد” مرجعاً علنياً لإيران.. يطل ويتفوّه بما يمليه عليه الأسياد من ولاة الفقيه.. ولكن على ما يبدو من مستجدات الأحداث.. وما تشهده المنطقة من متغيّرات.. فإنّه وحزب الله أصبحا عبئاً. لذلك تراه “على الشاشات” 3 مرّات في أسبوع واحد ولمناسبات “مُختلقة”.. وكأنه يقول أنا بعدني هون ما تنسوني”.. ولعل ما يُثير الاستغراب أكثر أنّه “لو كان يدري”.. لكان أتحف اللبنانيين وتبجّح بإيران.. لكن أيُعقل أنّه أصبح “صفّارة” لما يُريدونه أن ينطق به.. على قاعدة “وئام وهاب” وأمثاله ؟!
ولكن ومن قراءة بسيطة لما بعد زلزال 6 شباط.. وحتماً للكثير من الأحداث قبله.. يتبيّن أنّ العرب عادوا إلى سوريا.. وأنّ سوريا عائدة لا محالة إلى الحضن العربي.. خاصة أنّ الأعراب عموماً فتحوا باب الصلح مع إيران.. وبدأوا بترتيب صورة قيادتهم للمنطقة.. لاسيما مع تأكيد ولي العهد السعودي محمد بن سلطان بالأفعال لا بالأٌقوال.. أنّ الدور السعودي ما عاد محصوراً في المنطقة بل وصل إلى أوسع حدود من الممكن أن يصلها.. وليس الدعم المالي والعسكري والمعنوي لأوكرانيا ببعيد..
لذلك وبالعودة إلى الداخل اللبناني.. يظهر أنّه ليس زعيم “الرايات الصفراء” وحده الذي لا يعلم.. أو أن روايته وصلت إلى خواتيمها.. بل هناك الكثيرون ممن راحوا يتخبطون وينسبون إلى مصادر مطلعة وأوساط على علم.. ومراكز ديبلوماسية وما إلى هناك من “قيل وقال”.. مُدّعين علم لا يدرون منه شيئاً بأنّ السعودية قررت كذا.. ليرد آخر لا حتماً قرّرت كذلك.. في حين يعتبر ثالث أنّ بين هذا وذاك هناك غيرهما..
بمعنى مصادر تحكم أنّ السفير السعودي وليد بخاري جزم بانتهاء آمال سليمان فرنجية بالرئاسة.. بينما تعتبر أخرى أنّه جزم بانتهاء آمال قائد الجيش العماد جوزاف عون وأنّ التقارب السعودي الإيراني أكبر دليل على وصول فرنجية إلى قصر بعبدا.. ليعتبر ثالث أنّ الطريق أمام الوزير السابق جهاد أزعور أصبحت الحين سالكة إلى القصر الجمهوري أكثر من أي وقت كان والسبب.. أنّ بخاري عندما لجأ إلى قاعدة التقاء الساكنين في تغريدته.. اللغة عندما تتحدث عن ساكن يعني لا أكثر ولا نتيجة له.. فكيف من الممكن أن يكون رئيساً..
وتبقى الأيام وحدها الدليل القاطع على مَنْ سيتربع على كرسي القصر الفارغ من 31 تشرين الأول 2022.. وكل الأمل ألا يكون سبباً لتوتير جديد للبلاد.. ولا أن يكون رئيساً من طينة “ميشال عون” وعهده الأسوأ في التاريخ اللبناني.. ولا رئيساً نتاج لقاعدة “أكذب ثم أكذب ثم أكذب.. حتى يصدقك الناس”..
مصطفى شريف- مدير التحرير