خاص: بين “القدسية العونية” و”العظمة الجبرانية”…. ضاع البلد!

عندما تقرأ أي نص أدبي أو سياسي أو حتى اقتصادي.. فإمّا أنْ يسحرك بجمال عباراته المحبوكة.. ومفرداته المُصاغة بإيقاع أدبي أو تحليل سياسي أو تسلسل رقمي منطقي.. أو أنْ تنفر من المضمون والطرح الركيك.. والبعيد كل البُعد عن واقع الحال.. فكيف إذا مع الواقع اللبناني؟!

ولكن أنْ يبلغ الحال مبلغ “تطيير الفيلة” والتخريف والتحريف.. فهو ما لا يمكن أنْ يحتويه عقل أو منطق أو إدراك.. ولا حتى قادرة أنْ تقيّمه أرقام وأحرف.. وذلك حتماً ما ستصطدم به عندما تقرع أبواب موقع التيار الوطني الحر حيث يستقبلك مقال “لبيك ميشال عون” بقلم المدعو “مصطفى بو عيد” https://www.tayyar.org/News/Lebanon/404797 بتماهٍ لن نتحدّث عنه بل سندعه يتحدّث عن نفسه.. فيعتبر كاتب الكلمات “رب الوطن ميشال عون”.. بل ويطربنا قائلاً: “أغلبية الشعب العظيم تابع لمَنْ قام في اليوم الثالث وهو مَنْ مشي على أرض لبنان، ليقوم بعده الوطن بعد ثلاثة عقود لبركة قدميه عليه”..

ومن “القدسية العونية” إلى “العظمة الجبرانية”.. ومقال بقلم “ليليان راضي” وعنوان “جبران باسيل” وللأسف كأن فخامة الإسم وحدها تكفي دون سواها.. حيث تصدمنا عبارات “رؤيوي إلى أبعد الحدود”، “جبران باسيل لا يحدّه حدّ”، “جبران باسيل خلق حالة جديدة في السياسة اللبنانية”، و”جبران باسيل كالطائر الفينيق الذي ينبعث دوماً الى الحياة”.. فماذا يمكننا أنْ نقول أمام صدمات تتوالى.. وعشرات الضربات التي تنزل على الرأس.. فلا تكتفي بالجرح بل تُدمي وتقتل..

نكتب هذه الكلمات وكلّنا استغراب ودهشة.. أيُعقل أنّنا في الألف الثالث ولا يزال هناك مَنْ يقدّسون الشخوص ويؤلهونهم؟!.. أيُعقل أنّه لا يزال بيننا مَنْ يظن أنّ اللبناني مصيره مُعلّق بمخلّص قادم على “دبابة عونية” أو “طيّارة باسيلية”؟!.. أيعقل أنّنا واقعون بين براثن مّنْ يتماهون “بالقديسين والأنبياء” وهم عنهم أبعد من بُعد آلاف السنوات الضوئية؟!.. ولعل تأكيد المعلم كمال جنبلاط بأنّ مَنْ سيحررون العالم هم “مَنْ ليس على صدورهم قميص”.. وليس على أيدي راكبي “الطيّارات”.. إما إلى المنفى الباريسي.. أو إلى “دافوس”.. والإعلامية الأميركية هادلي غامبل “شاهد شاف كل حاجة”..

ويبقى أنّنا واقعون بين سندان من يكذبون على أنفسهم فيصدقون الكذبة و”تكبر الخسّة”.. وبين مطرقة مّنْ ينفخون فقاعات الكذب والتضليل.. حتى ليظن مَنْ يكيلون له الكذب أنّه مبعوث إلهي.. وليس “المجنون دونالد ترامب عنّا ببعيد.. متى صدّق نفسه بأنّه صاحب رسالة إلهية”..

وفصل الختام لا يكون إلا بأصدق الكلام.. حين قال رب العرش العظيم: “قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق”.. واللبناني بحمد الله ابتلى بأشرِّ خلق الله على مر السنوات.. وختامها ليس بمسك أبداً..

ما سبب التحول في موقف عون-باسيل؟ وهل الاتجاه هو إلى الطلاق؟ – Lebanese  Politico

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة