خاص: على مُفترق “طابور بنزين جهنّم”: “عجبتيني كتير وحابب نقضي ليلة سوا”!
أزماتنا الاجتماعية والاقتصادية كثيرة، وتداعياتها تكاد لا تُعد ولا تُحصى، فاللبناني يعيش مغامرات يومية وهو في حالة سباق من أجل الحصول على الحد الأدنى من حاجياته الأساسية.
ولعل أزمة الحصول على البنزين والانتظار في الطابور الطويل، باتت من يوميات أي لبناني، وقد اعتدنا على ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، لكن أنْ يصل الحال باللبناني إلى فرض التنازل المعنوي فهو أمر لا يحتمل. ما نكتبه ليس مزحة او نكتة، وما اكثر النكات التي افرزها الواقع اللبناني المؤلم، بل هي قصة واقعية تحصل مع الكثيرات، فـ “عامل المحطة” بات يستغل “البنت المحروقة على نقطة بنزين”، وهو مستعد “يفول السيارة بلا نطرة”، مقابل ابتسامة فـ نظرة” فـ عزيمة على العشا… أو “بيرفع عنها الدعم”…
فقد ورد لموقعنا الكثير من الشكاوى من سيدات أردن تعبئة سياراتهن البنزين عن مطالب لـ”عامل المحطة” تخطّت حدود المنطق لتلامس قِلّة الأخلاق والأدب، ومنهن شكوى إحدى صديقات الموقع التي عاشت هاجساً لا يخطر على بال أحد.
لقد اعتادت “صديقتنا” أن تملأ خزان سيارتها من إحدى المحطات (…)، لتتفاجأ بطلب عامل المحطة “روميو زمانه”، الذي قال لها: “معاوزك بموضوع بس خجلان”، وكانت المفاجأة بصريح العبارة “مُعجب فيكي وعجبتيني كتير وحابب نقضي ليلة سوا”، الأمر الذي صدم السيدة لأنّها ما كانت لتتصوّر وصول الأمور إلى هذا الحد من الانحطاط والسفالة وقلة الأخلاق.
هذه قضية برسم المسؤولين في هذا البلد، فالأوضاع وصلت إلى حدود الانحلال والفلتان، ملامسة الشرف والعفّة، خاصة أنّ التحكّم بالمعيار الأخلاقي لفرد ما صعب، لكن أنْ تتحوّل المشكلة إلى آفة اجتماعية في زمن القهر الاجتماعي والعوز يصبح الوضع بحاجة إلى حلول عاجلة.
فمن رحم أزمة البنزين وحدها، سردنا عليكم ما حصل، فكيف إذا نظرنا إلى مجتمع بأكمله، يكاد يحتضر على طريق جهنم…
خاص Checklebanon
مقال نشر في 1 سبتمبر 2021