أبوظبي والشارقة تحتفيان بشهر القراءة

يتضمن شهر القراءة في الإمارات، والذي يقام في مارس من كل سنة، برنامجا ثقافيا معرفيا متكاملا يستهدف مختلف فئات المجتمع، ويسعى لتعزيز ثقافة القراءة لتكون عادة يومية أصيلة.

وهذا العام تواصل مختلف المؤسسات الإماراتية انخراطها في هذا الحدث البارز، ومن بين المحتفين بهذه التظاهرة هذا العام نجد مركز “تريندز” في أبوظبي ومكتبات الشارقة، اللذين يقدم كل منهما برنامجا مختلفا احتفاء بعادة القراءة.

وأطلق مركز تريندز للبحوث والاستشارات عشر مبادرات تحمل عنوان “قراءة الحاضر بعين المستقبل، والمشاركة في صنعه”، وذلك بمناسبة “شهر القراءة”. وتشكل المبادرات برنامجا ثقافيا يساعد المهتمين والطلاب والأكاديميين، ويسهل عليهم وضع الحلول وقراءة الأحداث.

وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، إن شهر القراءة فرصة موسمية ثمينة للاحتفاء بالكتاب والكتب بوصفها مصدرا لاكتساب المعارف وتوسيع المدارك والتشجيع على البحث العلمي.

وشدد على أهمية القراءة بجميع أشكالها وعلى اختلاف محاملها ورقية كانت أو إلكترونية، مؤكدا أنها مفتاح بناء العقول ومورد للأفكار التي تسهم في بناء الأوطان، ورفع الرصيد الثقافي لأبناء المجتمع بما يحقق استدامة تعزيز المعرفة التي تشكل بوابة الاستدامة بشكل عام.

وأعلن العلي أن تريندز، وتزامنا مع شهر القراءة، قرر إهداء مجموعة من أحدث إصداراته البحثية إلى عدد من المكتبات العامة، بهدف رفدها بمحتوى معرفي جديد.

وقال طلال الحمادي، رئيس قطاع الشؤون الإدارية في تريندز، إن المركز يحرص على التفاعل مع شهر القراءة تأكيدا على الأهداف النوعية للقراءة التي تعدّ أهم الوسائل لنقل ثمرات العقل البشري ومنجزاته، كما أنها تشكل النهضة الثقافية للمجتمع.

وقالت روضة المرزوقي، مديرة إدارة المعارض والتوزيع بمركز تريندز، إن مبادرات المركز وفعالياته تتمثل في تنظيم الكثير من الحلقات النقاشية والحوارية مع الباحثين والكتاب، إضافة إلى عقد ورش عمل حول البحث العلمي والكتابة بشكل عام، وإبراز إسهامات باحثي تريندز وخبراتهم، وإعداد مواد في شكل إنفوجرافيك وفيديوهات قصيرة تتحدث القراءة .

وأضافت أن من بين المبادرات إبراز إسهامات المركز وإصداراته ومشاركاته في المحافل الثقافية، إضافة إلى الزيارات المتبادلة مع المكتبات والمؤسسات الثقافية، ووضع أسئلة ومسابقات معرفية طيلة أيام الأسبوع.

وأطلقت “مكتبات الشارقة العامة” أربع مبادرات تشتمل على أنشطة تفاعلية متنوعة خلال شهر مارس الحالي تزامنا مع شهر القراءة الذي يأتي تحت شعار “الإمارات تقرأ”، بهدف تعزيز الوعي بأهمية القراءة ودورها في تطوير مختلف المهارات الإبداعية، وتجسيدا لرؤية الإمارات في بناء مجتمع مستنير يراهن على القراءة واستكشاف عالم المعرفة.

وتستهدف المبادرات، التي تستضيفها فروع مكتبات الشارقة العامة في مدينة الشارقة وكلباء ووادي الحلو ودبا الحصن، الأطفال من الفئة العمرية بين 7 و12 سنة والطفولة المتأخرة بين 6 و18 سنة، إضافة إلى الشباب والكبار من مختلف الفئات العمرية، سعيا لتعزيز التواصل بين المكتبات والمجتمع ونشر المزيد من الوعي بأهمية القراءة ودورها في بناء شخصية الفرد وتطوير مواهبه الإبداعية.

وقالت إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة، “نستعد في مكتبات الشارقة العامة كل عام لهذه المناسبة التي تعد فرصة لتعميق ونشر المعرفة، ونحرص من خلال تنوع الأنشطة التفاعلية التي ننظمها على تقديم تجسيد عملي لرؤية الإمارات في تبني تشجيع القراءة وترسيخ دور المكتبة في حياة المجتمع”.

وأضافت “يسهم شهر القراءة في غرس الوعي بأهمية المطالعة وما تمثله من قيمة جوهرية تلخص الجهد الذي بذله المفكرون والعلماء في احتواء المعرفة ونقلها عبر الكتب إلى الأجيال التي تتحمل مسؤولية بناء أوطانها بالعلم والاستنارة، وهو ما يتحقق عندما تصبح القراءة من بين الأنشطة اليومية الراسخة في حياة الإنسان”.

وتركز الفعالية التي تنظمها مكتبات الشارقة العامة في مقرها الرئيسي بمدينة الشارقة على تنمية حب القراءة لدى الأطفال من خلال ورشة أقيمت يوم السادس من مارس تحت عنوان “أخبرني المزيد”، يتدرب خلالها الأطفال على كتابة وتبادل الرسائل المكتوبة بالحبر وإرسالها عبر صندوق البريد، باستخدام البطاقات البريدية التي يمكن تحويلها إلى فاصل كتاب.

وتهدف الورشة التي جرى تقديمها باللغة الإنجليزية واللغة الأردية إلى نقل المعرفة إلى الأطفال المشاركين حول جماليات الطوابع البريدية التي يستخدمها بريد الإمارات، وتدريبهم على تكوين صداقات مع أطفال من جنسيات بلدان أخرى مثل الهند وسيريلانكا، إلى جانب قراءة القصص ومناقشة كتاب قرأه الأطفال والتعرف على طرق كتابة الرسائل التقليدية وإرسالها واستقبالها، والتعرف على تنوع الثقافات عبر تبادل البطاقات البريدية بين الأطفال.

وتنظم مكتبة كلباء العامة في الثامن من مارس ملتقى “القراءة والتنمية المعرفية المستدامة” الذي يناقش أسباب العزوف عن القراءة، ويستضيفه مجلس كلباء الأدبي بمشاركة نخبة من أدباء وأديبات وشاعرات الإمارات.

ويتناول المشاركون في الملتقى أهمية نشر ثقافة القراءة واكتساب المعرفة في أوساط المجتمع الإماراتي، ويختمون مناقشاتهم بعصف ذهني لبلورة مخرجات حول تعزيز ثقافة القراءة تعرض على الجمهور لتوسيع نطاق الاستفادة منها في إيجاد حلول مناسبة لرفع الوعي الثقافي القرائي.

واستضافت مكتبة وادي الحلو العامة الثلاثاء السابع من مارس مجموعة من الفائزين في عدة مسابقات قرائية من أبناء المنطقة الشرقية في ورشة حوارية حول الكتب التي قرؤوها، وعرض كل مشارك قصة نجاحه ودور القراءة في تنمية وعيه وتعزيز ما لديه من مواهب.

وتنظم مكتبة دبا الحصن العامة في التاسع من مارس ورشة بعنوان “اقرأ، افهم، لخّص”، تستهدف تدريب المشاركين على التركيز والاستفادة من المعلومات الهامة في الكتب التي يقرؤونها للخروج بحصيلة مفيدة تساعدهم على إدارة الوقت بفاعلية للاستفادة من نشاط القراءة.

العرب

مقالات ذات صلة