هيئة الإعلام العراقية تطلب من “MBC” و”الشعائر” عدم بث العملين: حرب “معاوية” و”أبو لؤلؤة”

على رغم توجيه هيئة الإعلام والاتصالات في بغداد طلباً إلى قناتي “MBC”- العراق و”الشعائر” بعدم بث مسلسل “معاوية” وفيلم “شجاعة أبو لؤلؤة”، خلال شهر رمضان المقبل، لم يتوقف السجال المشتعل على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وهناك مخاوف من خروجه من الشاشة وعن السيطرة.

وقد ردّت كل من القناتين بإعلان التزامهما بطلب الهيئة. فأكدت “MBC” عدم بث “أي عمل فني من شأنه إذكاء السجال والجدل المذهبي”. في حين أكدت “الشعائر” أنه “لا توجد لديها أي نية لبث أعمال فنيّة تتضمن الانتقاص أو تشويه المعتقدات الدينية للطوائف الأخرى”. وفي الأثناء، التزمت الشركة المنتجة لمسلسل “معاوية” الصمت.

بدأت قصة السجال المذهبي عقب بث قناة “MBC”- العراق إعلاناً مقتضباً عن مسلسل “معاوية”. وقبل أن يُعرض العمل ويُعرف مضمونه انقسم الجمهور بشأنه، بين مؤيد انطلاقاً من دوافع مذهبية أو دفاعاً عن “حرية التعبير”، ومعارض يعتبر أن المسلسل “يجرح مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها”.

الصدر والسياسات المعتدلة

ويستمر السجال حامياً منذ أيّام، وشارك فيه رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، الذي اعتبر في تغريدة أولى له أن “بث مثل هذه المسلسلات مخالف للسياسات الجديدة المعتدلة التي انتهجتها السعودية”.

ووصل السجال إلى ذروة التوتر مع إعلان قناة “الشعائر”، المغمورة لا سيما مقارنة بشبكة “MBC”، إنتاجها فيلم “شجاعة أبو لؤلؤة” ردّاً على مسلسل “معاوية”. علماً أن إعلان “الشعائر” المحسوبة على المرجعية الشيرازية الشيعية لم يذكر أي تفاصيل عن الفيلم الموعود، وجل ما بثّته هو إعلان يستغرق إعداده وقتاً قصيراً ببرنامج فنّي بدائي.

في حين أن مسلسل “معاوية” عمل حقيقي تتابع وسائل الإعلام منذ أشهر عملية إنتاجه في تونس. وهو من تأليف الصحافي خالد صلاح، وإخراج طارق العريان في تجربته الدرامية الأولى، ويجسّد شخصية معاوية الممثل لجين إسماعيل، ويؤدي الفنان الأردني إياد نصار شخصية علي بن أبي طالب، وتشارك فيه الفنانات أسماء جلال وعائشة بن أحمد وجميلة الشيحة في شخصيات زوجات معاوية، والفنانة سهير بن عمارة في شخصية هند بنت عتبة والدة معاوية.

الشخصيّتان

إندلع السجال لمجرّد أن عُرف أن قناة “MBC”- العراق ستبث مسلسلاً يحمل اسم معاوية. فمعاوية بن أبي سفيان الذي يُعد مؤسس الدولة الأموية في بلاد الشام وأوّل خلفائها، مرتبط بالنسبة إلى الشيعة الاثني عشرية بالصراع مع الإمام علي بن أبي طالب الذي بات الخليفة الرابع بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان. وقد استمر الخلاف ولم ينتهِ مع اغتيال علي بن أبي طالب على يد ابن ملجم الخارجي، إذ تنازل الإمام الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية الذي يتهمه الشيعة بقتل الحسن وبأعمال أخرى.

أما أبو لؤلؤة الذي يحتفي فيلم “الشعائر” بشجاعته فهو من قتل الخليفة عمر بن الخطاب، وهو شخصيّة إشكالية، ففي حين يدافع الشيعة عن إسلامه وصدقه، يصفه علماء السنة باسم أبو لؤلؤة المجوسي.

ما يعبر عن السنة والشيعة

وبناءً على ذلك كتب الصدر على “تويتر” أن “الجميع يعرف نبذي للطائفية إلا أن ذلك لا يعني القبول بالمساواة بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان أو التقريب بينهما بمسلسل درامي يزيف التاريخ ويحيد عن الحقائق”. أضاف أن “التاريخ مثبت عند كل الطوائف الإسلامية” بخصوص الدور الذي لعبه معاوية في فترة حرجة من تاريخ الإسلام، وهي الفترة المعروفة بـ”الفتنة الكبرى” التي تلت مقتل عثمان بن عفان. ومن أبرز الأعمال التاريخية الجادة التي تناولت من خارج الانقسام المذهبي تلك المرحلة المعقّدة في تاريخ الإسلام، كتاب “عثمان وعليّ وبنوه” لعميد الأدب العربي طه حسين (من جزءين)، وكتاب “الفتنة” للمؤرّخ التونسي هشام جعيط.

ولم يكتفِ الصدر برفض مسلسل “معاوية”، بل ندد بإنتاج قناة “الشعائر” فيلم “شجاعة أبو لؤلؤة”. وإذ اعتبر أن كلا المسلسلين “باطل ومثير للفتنة، فمعاوية لا يمثل السنة ولا أبو لؤلؤة يمثل الشيعة”، دعا إلى منع عرض العملين.

نداء الوطن

مقالات ذات صلة