العريضي ينوّه بكتاب”من يصنع صورة الزعيم” !

كتب الوزير السابق غازي العريضي عبر صفحته على “فايسبوك”:

كتاب ” من يصنع صورة الزعيم ” لأستاذ الفن الفوتوغرافي في كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية صالح الرفاعي الذي رافقت مسيرته في الصحافة اللبنانية وعدد من وكالات أنباء ومؤسسات إعلامية، كتاب مرجعي علمي بحثي في تاريخ الصورة المرسومة والصورة الفوتوغرافية وحاضرها ومستقبلها مع التطوّر التكنولوجي وظهور الهواتف الجواّلة حاملة كاميرات تلتقط من خلالها صورة اللحظة التي تؤثر فيك أو تستهويك.

في الكتاب معلومات قيّمة تغوص في عمق الصورة وأهميتها من الرسم الى اختراع الكاميرا، ووقفات عند تجارب المصورين من الأوائل حتى اليوم، وتركيز على إحساس وعقل المصوّر وهدفه من الصورة وقد انطلق صالح من أهمية السؤال عندما قال: ” … أعترف أولاً أن الصدفة التي جعلتني أحمل الكاميرا مثل العديد من الزملاء لم تكن لتنتج فناناً أو مبدعاً لو أنها خلت من الأسئلة. فالأسئلة تحرّضنا للمتابعة والقراءة والبحث والتدقيق في المفاهيم والتقنيات والأفكار.. ” ومن هنا طرح السؤال عن العلاقة بين الزعيم والصورة. بل السؤال: ” هل الزعيم هو من يصنع الصورة أم أن الصورة هي التي تصنع الزعيم ” ؟؟ غاص في البحث والتنقيب وقدّم لنا كتابه القيّم المهم لكل إعلامي بل لكل سياسي، وخصوصاً من يهوى أو يتقن التصوير. صالح قدّم سيرة قادة وزعماء دوليين ولبنانيين وعلاقتهم بالصورة وأكرم زملاءه بأن أفسح المجال أمام عدد منهم ليروي تجربته، وقصة صورة مهمة التقطها، كما قدّم صوراً تحمل دلالات كثيرة لمصورين عالميين منذ ظهور الصورة الفوتوغرافية دون أن يغفل أهمية الصورة المرسومة وتأثيرها في الناس عندما تتعلق بشخص ما فتضع فيه ميزات تتجاوز حدود الزعامة.

ومما لا شك فيه أن ثمة صوراً تلتقط عبر الهواتف اليوم مهمة، معبّرة، توثق لحظة ما، تعبّر عن حركة الجسد عندما تتناول شخصية معينة، وتوحي بأشياء يمكن استخلاص ملاحظات كثيرة منها، لكن الصورة بالكاميرا العادية تبدو أكثر دقة وتركيزاً عندما يقدمها محترف فنان مبدع تعبّر عن إحساسه وعقله وخياله وهدفه. نعم، توقف صالح عند الهدف من الصورة. وهذه مسألة مهمة جداً لأنها تشير الى حرفة المصوّر. وعندما يكون ثمة هدف تبدأ الأسئلة وترسم الخطط ويتم انتظار اللحظة المناسبة للذهاب نحوه. هكذا قدّم صالح تجربته وتجارب غيره ممن سبقوه أو رافقوه ومن هنا حدّد هدفه: من يرسم صورة الزعيم. هل الزعيم يصنع الصورة أم الصورة تصنع الزعيم ؟؟ خلص الى أن كثيرين صنعتهم الصورة وكانوا أصغر من ” صَنعَتهم ” وأنا أرى أن كثيرين سحرتهم وأخذتهم الصورة وأصبحوا أسراها فأساؤوا الى دورهم. وقلة قليلة هم زعماء خصوصاً في بلادنا اليوم صنعوا صورتهم ولم تصنعهم الصورة كما قال صالح فكانوا مبدعين في حرفتهم ودورهم وحضورهم وبعضهم كان مصوراً.

صالح الرفاعي: شكراً لما قدّمته لنا في مسيرتك العملية المهنية، في تجربتك التصويرية، في أبحاثك، في كتابك القيّم. تحية لك ومن خلالك للزملاء المصورين في كل قطاعات الإعلام، وللمصورين المبدعين الذين يقدمون لنا يومياً صوراً مهمة، وللزملاء في نقابتكم وهم أكثر الذين يتعبون ويتابعون الأحداث ولطالما تعرضوا لمضايقات وسقط منهم شهداء وجرحى وقدّموا تضحيات كبيرة. وأنا فخور برفقتكم ومتابعتكم الدائمة.

الانباء

مقالات ذات صلة