“تسخين” للساحة اللبنانية: هل من مخطط لإنجاز الرئاسة على “الحامي” ؟
كل المؤشرات والتقارير تفيد بـ “تسخين” للساحة اللبنانية واستعمالها كـ”مقر” للفوضى الاقليمية والدولية لتمرير الرسائل المحلية والداخلية، لحزب الله وحركة امل وباقي فريق 8 آذار، ومن جهة ثانية توجيه الرسائل في اتجاه ايران وملفها النووي، وبرنامجها الصاروخي الباليستي الى برنامج المُسيّرات.
وتؤكد اوساط قيادية رفيعة المستوى في “الثنائي الشيعي”، ان تحذيرات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليست عبارات انشائية او محط كلام لتصعيد الموقف، وشد العصب ورفع النبرة، لأن الاميركي والصهيوني والسعودي مع وكلائهم في لبنان والمنطقة لا يفهمون ولا يرتدعون من الكلام والحكي الهادىء والمنطقي العقلاني .
وتشير الى ان بعد كلام السيد، لا كلام والمطلوب ان يفهم من يربط الامور ببعضها: من الانهيار الاقتصادي، الى اغلاق المصارف، الى ربط حاكم مصرف لبنان، بحزب الله لجر “المركزي” الى العقوبات، وصولاً الى عملية تسليح ومحاولة لنشر الفوضى، ولا سيما في الشمال وطرابلس وصولاً الى تدريبات لبعض الجهات، والهدف هو فرض مرشح رئاسي معين على “الحامي” صيفاً، ودفع حزب الله مع حلفائه الى قبوله.
وتؤكد الاوساط ان نصرالله اعطى مهلة زمنية ضمنية لوقف ما يجري، في حين لم يكشف ما هي ردة الفعل وحجمها او كيفية الرد على ما يجري، رغم تلميحه الى خيار الحرب مع العدو الاسرائيلي واستهداف منصات النفط اذا استمر مخطط الضغط والعقوبات والتسويف.
كما تكشف الاوساط ان في الايام المقبلة، سيكون هناك حتماً تشاور بين حزب الله وحركة امل وباقي مكونات 8 آذار حول كيفية المواجهة.
وتؤكد الاوساط في المقابل ان خيار المقاومة و8 آذار يبقى الرهان على الدولة والجيش والقوى الامنية لمواجهة محاولات نشر الفوضى الداخلية، وكذلك تنبيه الانصار والمحازبين والملتزمين بعدم الانجرار الى الشارع او اي ردة فعل استفزازية.
وفي الملف الرئاسي، تؤكد الاوساط ان الامور على حالها، وبات معروفاً ان مرشح “الثنائي” هو النائب السابق سليمان فرنجية، لكن الباب مفتوح، كما اكد السيد نصرالله امس الاول امام الحوار والتوافق.
في الموازاة ومع انتهاء “لقاء باريس” وجولة السفراء الخمسة في بيروت من دون “طحين رئاسي”، بدأت تتسرب في المجالس السياسية مزيد من الاخبار عن لقاءات سعودية مع قيادات لبنانية.
فبعد الكشف عن لقاء السفير السعودي وليد البخاري والنائب علي حسن خليل، كشف مسؤول سعودي لاحد زوار الرياض اللبنانيين اخيراً عن تواصل سعودي مع شخصية تدور في فلك فرنجية. وكان الملف الرئاسي حاضراً ولا سيما ترشح فرنجية ورأي السعودية به. فكان الجواب “رمادياً” من احدى الشخصيات البارزة والمحيطة بولي العهد الامير محمد بن سلمان.
في المقابل يؤكد قيادي بارز في تيار “المردة” ان التواصل مع السعودية موجود في لبنان عبر السفير البخاري وهو تواصل “طبيعي” ولكنه “محدود” وفي “المناسبات”. وينفي القيادي نفسه “علمه” بأي لقاء خارج لبنان مع شخصيات سعودية.
ويسأل لماذا “سنستحي” بلقاء مماثل؟ ويقول ان السعودية لم تبلغ فرنجية يوماً ان لها “فيتو” على شخصه، وما نسمعه ان هناك فيتو على المشروع السياسي الذي ينتمي اليه.
ويشير القيادي الى ان الامور في خواتيمها، واليوم معروف ان فرنجية مرشح، ولكنه لا يفرض ترشيحه على احد والامور متروكة حتى يقتنع الجميع، ان الرئاسة محلية ولن تكون هذه المرة بتسوية خارجية كما يظهر من المشهد الدولي المأزوم.
علي ضاحي