خاص: غنّوا الثورة وغابوا عنها: أين نجومنا.. وين الملايين؟!
لكل زمن دولة ورجال.. ولكل سلطان مطبلونه على شاكلة “مات الملك.. عاش الملك”.. وفي زمن الثورة حناجر كبرى كانت تصدح في زمن السلم.. مطالبة بالحق والعدل ومتغنية بالوطن وأهله.. واليوم غابت هذه الحناجر معتمدة مبدأ “التقية أسلم”..
سفيرتنا إلى النجوم السيدة فيروز، الماجدة ماجدة الرومي، جوليا بطرس، شمس الغنية نجوى كرم، وحتى وائل كفوري وسواهم الكثيرين.. أين هم من صوت الناس.. أليسوا مواطنين مثلنا يخضعون لرهاب الفساد والإفساد؟.. أليسوا يعيشون تداعيات السرقات والسمسرات والسهلب والنهب؟.. ألم تنتفض نانسي من زحمة المطار؟.. ألم تصرخ نجوى: وبتسألني ليش مغرّب؟.. ألم تنادي جوليا وين الملايين؟ وأغانيها حاضرة في ساحات الثورة فيما هي غائبة؟.. أم لأنها زوجة وزير “برتقالي”؟.. ولعل المُضحك المبكي أنّ “فيروزنا” رفعوها إلى مستوى “جارة القمر”.. فظنت أنها ستبقى في الأعلى منزّهة عنّا وعن أهوالنا التي نعيشها؟؟
أم إنّه “صف كلام وضحك ع الدقون”.. بيع وتجارة وسمسرة في مشاعر الناس وحبهم للوطن.. أين أنتم ونحن نرفع رايات المجد ونطالب بحقوقنا؟!.. أين أنتم والجوع قد أهلكنا والذل على أبواب المصارف هدّنا؟!.. أين أنتم من ساحات الثورة التي كلما وأدوها تنطلق كالفينيق من رمادها؟!
صبيحة عيد الاستقلال.. وبكل فخر نرفع القبعة لإليسا وأغنيتها البسيطة والمُعبّرة.. لماذا لا تحذون حذوها وتسطّرون أمثولات في دنيا الفن تنطلق من يومنا هذا وتبقى للأجيال؟!..
بالأمس القريب رأيناكم تغنون لهذا الحاكم وذاك الرئيس وذلك الملك أو الأمير.. هلّلتم للزعيم والقائد والمسؤول.. ومتى احتاجكم الوطن جفّت حناجركم وسككت ألسنتكم.. حتى وجوهكم غابت عن الساحات.. فلا عبّرتم ولا شاركتم حتى بتغريدة عبر مواقع التواصل التي تتحفوننا بصوركم من خلالها.. مباركة لكم قصور السلاطين وبلاط الحكام.. فهذه ثورة شعب يبقى أبد الدهر.. ثورة شعب على الطوائف والزعماء والرايات.. ثورة شعب في وجه حكّام يرحلون متى يشاء الشعب.. وإنْ اخترتم جانب الحكّام فطوبى لكم الرحيل القريب أقرب من طرفة عين..
مقال نشر في 1 ديسمبر 2019
خاص الموقع