خاص- شدة قلم: اللبنانيون.. بكرا بينسوا!!
يحار المرء صراحة من أين يبدأ.. هل من الترحُّم على مَنْ قضوا نتيجة للكارثة الجيولوجية الربّانية.. أم من “تسونامي” الكوارث التي نُتْحَفْ بها في بلداننا العربية عموماً ولبنان على وجه التحديد..
وآخر الألعاب ورحلات الهروب المجانية هو إعلان جمعية المصارف في لبنان الإضراب المفتوح احتجاجاً على التدابير التي اتُخِذَتْ بحق مصرف “فرنسبنك”.. والتي تجبره على إرجاع أموال وحقوق المودعين بعملة الإيداع.. وكأنّ الانتفاضة المصرفية ذات حق في وجه “مودعين” ظُلام جبابرة يسعون إلى خراب المصرف..
في سوريا وتركيا قضاء ربّاني وأمر الله نُفِّذ.. بارتفى المئات من الضحايا والآلاف من الجرحى.. والدمار والخراب عمَّن مُدُنا واسعة.. أما في لبنان فلصوص يسرقون حياة الناس.. ومُجرمون تسببوا بقتل المئات وجرح المئات أيضاً وتشريد الآلاف.. ويسعون إلى منع التحقيق وتشويه صورة أي قاضٍ نزيه يتولّى القضية.. كي يغلّفوا جرائمهم بتوتير البلد وتضييع الأمل بالوصول إلى ولو حقيقة واحدة في بلد ضاعت فيه كل الحقائق على مر السنوات..
توعّدونا بإثنين أسود.. قبله ليس كما بعده.. سواء اقتصادياً أو أمنياً.. فجاءت من حيث لا يعرفون.. من حُكم قاضٍ إلهي أنذرهم بأنّ العمر غفلة.. وبأنّ لخظة واحدة كفيلة بتغيير ملامح البلد ككل.. فهاب المواطنون الوضع ورفعوا الصلوات.. فيما ازداد الطُغاة من سياسيين وزعامات في طُغيانهم.. ورفعوا شعارات المُتاجرة بأمن الناس..
والأنكى من كُل ما سبق أنّ اللبنانيين ساعات ويعتادون.. كما اعتادوا مرور السنوات على تفجير 4 آب.. وها هم بدأوا مسلسل الترويع النفسي ضد بعضهم البعض.. ونشر الفيديوهات والتسجيلات الصوتية التي تجزم بصليات من الهزات المتوالية.. إضافة إلى فيديو توقعات ميشال حايك حول زلزالي سوريا وتركيا..
لتتحول سلسلة الموت السورية والتركية إلى حلقة جديدة من الزلازل الأمنية والهزّات الاقتصادية والسياسية في حياة اللبنانيين الذين يستيقظون على سعر جديد للدولار، وينامون على آخرون.. ومثلما اعتادوا الفراغ الرئاسي وفقدان الأدوية المزمنة وحليب الأطفال.. والمواد الغذائية المغشوشة وأسعارالمحروقات.. سيعتادون على كل جديد مهما كان بطعم الموت.. أو “بكرا بينسوا”!!
مصطفى شريف – مدير التحرير