استعداد لسيناريو رئاسي جديد… هل ستسير الأمور كما يجب؟
في تأييده لترشيح النائب السابق سليمان فرنجية، رفع الثنائي الشيعي ديموقراطية النصف زائدا واحدا، حيث اعلن النائب علي حسن خليل انه “اذا جمع فرنجية 65 صوتاً من دون الكتلتين المسيحيتين سنمضي به، فأولويتنا التوافق لكن عندما تصبح المعركة معركة أرقام فكل طرف يقوم بمصلحته”ـ فيكون انتخاب الرئيس على غرار انتخاب نبيه بري رئيسا لمجلس النواب (لولاية سابعة) والياس بو صعب نائبا له بـ 65 صوتا… وهذا ما كان قد اعلنه فرنجية نفسه بعد زيارته الى الصرح البطريركي حيث قال: “سأقبل بأن أكون رئيساً بالنصف زائدا واحدا، فجدي وصل الى الرئاسة بهذه الطريقة، وهذا ما ينص عليه الدستور، ولا يمكننا أن نستنسب في تطبيقه”.
لتبقى اسئلة عدة عالقة، منها: هل هذا الموقف يأتي في سياق الضغط على التيار الوطني الحر من اجل فتح الباب امام خيارات اخرى… وهل يمكن للرئيس الماروني ألا ينتخب باصوات المسيحيين، ما يعني سقوط نظرية الرئيس القوي التي كانت قد اوصلت الرئيس ميشال عون الى السدة الاولى؟! وماذا ايضا على الميثاقية التي لطالما رفع لواءها الرئيس بري، فهل هناك صيف وشتاء تحت قبة البرلمان الواحدة؟.
مصدر سياسي متابع، قلل من امكان تطبيق “النصف زائدا واحدا” على الاستحقاق الرئاسي، مشيرا، عبر وكالة “أخبار اليوم”، الى وجود شد حبال مكشوف ما بين الثنائي الشيعي من جهة وبين النائب جبران باسيل من جهة ثانية.
وردا على سؤال، شرح المصدر ان الثنائي الشيعي يمارس كل ضغوطه على باسيل بهدف جعله يتراجع عن موقفه من اجل السير بخيار فرنجية، وبالتالي الرسالة الموجهة الى باسيل هنا مفادها ان “الحزب يمكن ان يؤمن 65 صوتا”، لكن في الواقع لا يمكن تأمين هذا العدد من دون اصوات نواب “تكتل لبنان القوي”، وبمعنى آخر كل هذا التهويل هدفه اعادة باسيل الى “بيت الطاعة”.
وبالتالي، رأى المصدر اننا راهنا امام الاشتباك على جبهة 8 آذار، حيث على هذا الفريق ان يصل الى قناعة “الخيار الآخر”، لا سيما بعد لقاء باسيل مع وفد حزب الله (المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حسين الخليل، ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا) والمؤتمر الصحافي يوم امس.
واذ كرر انه حان الوقت لحزب الله ان يعيد النظر بموقفه الرئاسي لان باسيل لا يقبل بفرنجية، اعتبر المصدر عينه ان الظروف اصبحت مؤاتية لبداية البحث الجدي عن امكان الذهاب الى خيارات رئاسية اخرى، لا سيما بعدما اقفلت الابواب امام فرنجية تحديدا على المستوى المسيحي، معتبرا ان رفع السقوف قد يكون ايجابيا اذ توضحت كل الاهداف ويمكن البحث انطلاقا منها.
وما الذي يمكن ان يشكل خرقا؟ قال المصدر: عمليا الجميع ينتظر تطورا ما اكان نتيجة ضغوط الشارع او انفلات سقوف الدولار او الانعكاسات السياسية على الشارع، معتبرا ان الحزب وامام تصلب باسيل وعدم امكان تحقيق اي خرق مسيحي، يمكنه ان يقول لفرنجية “الهمّ اني بلغت”، في الوقت الذي بدأ فيه باسيل بمقاربة الاسماء التي طرحها الفريق المعارض.
وهنا، اوضح المصدر المتابع، ان باسيل اسقط من لائحة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط اسم قائد الجيش جوزاف عون اذ ان الهجوم عليه كان بنفس حدّية الهجوم على فرنجية، ولكن يمكن القول ان ورقة فرنجية قد حرقت، دون ان ينسحب الامر على ورقة عون حيث العديد من الاطراف لم تقل كلمتها بعد، في حين ان هناك انقساما بين القوى السيادية والتغييرية والمعارضة حول اسمي جهاد ازعور وصلاح حنين (من اللائحة الجنبلاطية)، في حين ان البحث عن خيارات اخرى قد يجد طريقه قريبا.