حفل Arab Queen Of Fitness إنتشر عربيا: هل تستشعر وزارة الصحة “الجديدة” أهمية هذا الحدث الصحي وتدعمه؟

ليست منصة للمبارزة بين الجميلات، بل هي رحلة تحد مع الذات، هذا ما تعنيه Arab Queen of fitness..
وهكذا تفردت مُنظمتها إيمان أبو نكد بهذه الفكرة مستلهمة من تجربتها الشخصية حدثًا بدأ لبنانيًا وانطلق بجولته العربية، من الإمارات العربية المتحدة، إلى موعد جديد في جمهورية مصر العربية تحدث عنه رئيس الرابطة العربية لجراحة السمنة ورئيس قسم الجراحة في جامعة أسيوط د. أسامة طه، على أمل مسابقات واعدة في دول أخرى مع ازدياد الاهتمام العربي بمعالجة المشاكل الصحية المرتبطة بالبدانة.
هذا الحدث الصحي- الجمالي برعاية حصرية للتلفزيون الرسمي Tele Liban وسيتم عرضه على الشاشة في 20 شباط، كان برعاية وزير الإعلام السابق زياد مكاري الذي توّج مسيرته بحدث توعوي صحي وهادف، أثبت من خلاله وعيه لترابط العمل الإعلامي مع رسالة نشر الوعي في كافة المجالات، وفي حماية صحة المواطن بشكلٍ خاص.
وفيما أشار إلى التحول الذي تحقق في تلفزيون لبنان من مؤسّسة رسمية إلى مؤسسة أكثر إنسانية، سلّط الضوء على أنه المحطة الإعلامية اللبنانية الوحيدة التي تقدم نشرتها الإخبارية، مرفقة بإشارات مخصصة للصم، مؤكدًا على واجب الإعلام بالإضاءة على موضوع الصحة والرشاقة والجمال.
ليلة الحفل كانت مشوقة، بإطلالات أنيقة حملت توقيع مصممة الأزياء اللبنانية المبدعة ندوى الأعور، وتميّزت بجرأة التعبير عن مواجهة التنمّر المؤذي معنويا، وانعكاسه بقرارات صعبة في مواجهة الذات مع حمية وتمارين رياضية، وعمليات تكميم وغيرها من التصريحات التي عرّفت بالمشتركات، وأيضًا باجابتهن على أسئلة المحكمين التي رسمت على وجه بعضهن دمعة وابتسامة!
والمفارقة في هذا الحدث، لم تكن فقط في الحضور اللامع لأهل الاعلام والفن، بل لحضور فاعل لشخصيات سياسية واقتصادية. كما تميّزت بمحطات فنية بدأت مع النجم الواعد جاد زين الدين، تلته إحدى المشتركات اللواتي فزن بلقب Queen of Fitness سارة خفاجي من مصر، والتي حققت أمنيتها بخسارة الوزن لتطل بصوتها الجميل وأدائها الذي أبهر الحضور ولجنة التحكيم حين غنت بدون موسيقى!
نجم الحفل كان الفنان المميز بتواضعه ووطنيته بقدر تميّزه بصوته الرخيم، نقولا الأسطا الذي أشعل الأجواء، وقدم أغنيته الوطنية “قولولن حصرم بعيونن”…
أما مفاجأة الحفل، فكانت “الكوميدية” أريج الحاج الشابة التي تخوض مغامرة النقد التلفزيوني والمسرحي في ستاند اب كوميدي وأثبتت نفسها في مجال يسيطر عليه في الغالب الرجال. فقدمت نقدًا ساخرًا للعادات القروية المستحدثة مع وسائل التواصل الاجتماعي، وتابعت بين لطشاتها الفنية والاجتماعية والسياسية.
حفل هذه السنة، لم يكن مسابقة، بل كان حصادا لسبع سنوات من الإنجازات على مدار 7 سنوات قاومت فيها منظّمة المسابقة إيمان أبو نكد شتى الظروف الأمنية والاقتصادية متمسكة بأمل كبير لقيامة لبنان، واستمرت بدعم حلمها تحت شعار “وأصبح للصحة تاج وللرشاقة ملكة”. وقالت في افتتاح الحفل: Queen of Fitness، هو مشروع صحي مختلف، لا يشبه الحفلات العابرة مرور الكرام من أجل الظهور على الشاشات والتتويج، بل يحمل رسالة صحية إنسانية “لا تشبه سواها”، مؤكدة على أن الإنجاز الحقيقي هو الحفاظ على الوزن والصحة السليمين، لأن محاربة مرض البدانة ليست تغييرًا في الشكل بقدر ما هي حربًا على وباء قاتل!
وإذ وصفت هذا الحدث بـ”ميلاد حُلم على أرض الواقع”، شكرت كل الأطباء وأعضاء لجنة التحكيم والاعلام والمشتركات، وحيّت بشكل خاص الدكتور محمد هيثم الفوّال الذي دعم الفكرة وواكبها، وثمنّت رعاية معالي وزير الإعلام المهندس زياد المكاري، الذي احتضن المشروع دون تردّد “لإدراك معاليه أهمية الإعلام في نشر الوعي لمكافحة السُمنة.. لأن الحياة تستحق أن نحياها بجمالها ودون صحة لا حياة”.
مقدمة الحفل الاعلامية الراقية ليليان ناعسة أضفت طابعا خاصًا بكلماتها، وحسن توجيهها للأسئلة وتعاملها مع مفاصل الحفل باحترافية تعكس خبرتها الواسعة في هذا المجال، أما لجنة التحكيم، فتألفت من اختصاصي جراحة السُمنة الدكتور اللبناني محمد هيثم الفوّال، ونظيره من مصر الدكتور أسامة طه، خبيرتا التغذية د. جنين عوّاد ود. رنا أبو مراد، خبراء التجميل سيدة الأعمال رانيا عثمان، د. طارق غندور ود. محمد عرابي من دبي، خبيرة التجميل البيئي رامونا من دبي، ومصممة الأزياء ندوى الأعور. إضافة إلى أعضاء اللجنة الإعلامية التي ضمّت: الإعلامية راغدة شلهوب، رنا مسلّم من Otv، داني حدّاد مدير موقع Mtv الإلكتروني، السيدة سعاد قاروط العشي، الإعلامية سنا نصر، مدير موقع ليبانون فايلز ربيع الهبر، ومدير موقع “خبر عاجل” الإعلامي زكريا فحّام.
“سارة خفاجي” من مصر نالت “تروفيه” تقديري لحفاظها على رشاقتها وصوتها الجميلQueen’s best Performance ، وتوجت “منى يوسف” بتروفيه الصحة الذي استحقته لحفاظها على قوامها الرشيق على مر السنوات Best LifeStyle ، أما المشتركات اللواتي أحيين الحفل بتجاربهن الفريدة فتركن أثرًا كبيرًا في النفوس في سردهن للمحطات الصعبة التي واجهتهن وقراراتهن الملهمة للنساء. إحداهن عبرت عن تجربة الحمل والأمومة فازداد وزنها قسرًا، لكنها جاءت لتؤكد أنها ستخوض التحدي مجددًا لتحارب البدانة. أما سالي سعيدون الملكة التي توجّت في الحفل الأول، مرت بتجربة صحية أكسبتها بعض الكيلوغرامات، فحضرت لتقول أنها لن تستسلم وستتابع الطريق بكونها ملهمة لغيرها من الشابات…
قصص النجاح في تحدي الذات لا تنتهي مع هذا الحفل، الذي يعيب عليه البعض إهماله لمعايير الجمال، لكن الحقيقة، هي ان هذا الحدث ليس مسابقة جمال، بل هو رسالة محفّزة لمواجهة البدانة التي أصبحت مرض العصر.. فهل تستشعر الحكومة اللبنانية المقبلة ووزارة الصحة بشكل خاص أهمية هذا الحدث وتدعمه لنشر الوعي، أم أنه سينال حقه بتوسعه عربيًا حيث يزداد الوعي بمواجهة الأمراض؟!
بقلم الصحافية هلا ابو سعيد