خاص شدة قلم: “الجولاني” أو الشرع بربطة العنق.. ذئب في ثوب حمل!!
بعد غياب طويل، وصمت أطول لقلمنا أمام ما نراه من مشهدية سياسية، حربية، إنسانية لا يعقلها عاقل، عندي إشكالية بسيطة: قبل 10 أعوام أعدمت “جبهة النصرة” 5 من “خيرة” العسكر اللبنانيين، وكانت يومها تحت قيادة وإشراف “أبو محمد الجولاني”، او ما يُسمى اليوم بـ”أحمد الشرع” القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، ومن يدري قد يصبح الرئيس السوري..
هنا أطرحُ سؤالاً: هذا الشخص الذي تلطخت يديه بالدماء من القاعدة إلى داعش إلى النصرة وصولاً إلى “دويلة إدلب الإسلامية”، كيف لأهالي الجنود الشهداء بالغفران والمسامحة؟!، كيف لأم رأت ابنها الذي كما نقول “ربّته كل شبر بندر” يُنحر على الهواء مُباشرة أو يُطلق الرصاص على رأسه، بذريعة الإفراج عن مُعتقلين تكفيريين إرهابيين لدى السطات اللبنانية؟!
كم حقيرة هي الأيام تُنسي الكثيرين، لكن من يحمل الجمر بين يديه كيف سينسى؟!، من حُرق قلبه على ابن أو أخ أو زوج أو أب كيف سيُسامح أو يغفر أو يقلب الصفحة ونقطة على السطر؟!
يوم رُفِع علم الثورة كان الهدف إخراج البلد من الظلم إلى براح الحرية الأوسع، لكنه سُحب نحو الأيرنة طوال 13 عاماً، أسفرت عن صراعات طائفية دينية سنية – علوية – شيعية، شارك فيه كل إرهابيي الأرض من مختلف المحاور، ودفعنا في لبنان كما دفع سوانا في سوريا أثماناً باهظة.
لنكون أمام مشهد صادم عن أبواب دوليّة مُشرّعة أمام “هذا الفارس المغوار” الذي خلع السترة العسكرية وارتدى البدلة الرسمية، ثم استبدل العمامة بربطة العنق، وإنْ لم يُصافح مسؤولة هنا أو طلب من طالبة وضع الغطاء على رأسها، لكنّه يبقى زعيم ميليشيا قتلت باسم الإرهاب أبرياء من لبنان، وأهانت العزّة والكرامة اللبنانية والبدلة العسكرية الرسمية، التي نتفخر بها.
لمن نسى أي يتناسى هناك من يأبى النسيان، أو بتعبير أصح عاجز عن النسيان، لأنّ من يُشاع بأنّه يبني سوريا الجديدة اليوم، دُمّرت بسبب طاغوته بالأمس القريب أسر لبنانية وفقدت أحبّاء.. والتاريخ يُسجّل ولا ينسى و”طغيان بشّار خير دليل”، فهل مَنْ يتّعظ ويدرك بأنّه لو دامت الدُنيا لغيرك ما وصلت عند قدميك!!
أما لأهلي الشهداء الذين يكفكفون بصمت آلامهم، ويسكتون على جرح غرق في بحور النسيان، “لكم الله” وإنْ لم تُنصروا في الدنيا فشهداؤكم أحياء عند ربّهم يُرزقون لأنهم ارتقوا غدراً وظُلماً..
مصطفى شريف- مدير التحرير