خاص: “ماكرون” أسرنا في سياراتنا.. إلى متى تُريحون زعيماً أو ضيفاً على حساب الشعب؟!

“عجقة سير وما في غير جانح طير يوصّلني”.. أغنية قدّمتها مطربة الستينيات “نهاد سرور” من كلمات وألحان العملاق فليمون وهبي.. كانت يوم أمس شعار “أهل بيروت” من بابها إلى محرابها.. حيث تحوّل البيارتة والوافدون إلى العاصمة أسرى معتقل مفتوح كبير جداً ولساعات طويلة جداً.. والسبب “زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون” فقط لا غير!!

منذ ساعات الصباح الأولى تأخّر الموظفون عن دواماتهم.. بينما طلاب المدارس غابوا بمعظمهم عن حضور الحصة الأولى.. بسبب الانتشار العسكري الكثيف من جيش وقوى أمنية وترتيبات عسكرية وقطع خط كورنيش المزرعة على طوله لاسيما لجهة السفارة الفرنسية..

أما ساعات ما قبل الظهر وعند توجّه “الضيف الفرنسي” إلى قصر بعبدا.. فـ”عن تجربة مُعاشة” استغرقت المسافة ما بين الشويفات والحازمية حوالى 3 ساعات.. لتكون الطامّة الكبرى عند جولة “الفخامة الفرنسية” في الجميزة والزحام الذي انتشر إلى مختلف شوارع العاصمة..

وحلّت ساعات المساء الأولى.. وأزفت ساعة رحيل الـ”ماكرون” عن بلدنا.. فقُطع كورنيش المزرعة وخط طريق المطار بأمّه وأبيه.. و- بكل ما للكلمة من معنى – سُجن أهالي العاصمة في طوابير عملاقة من السيارات امتدت من قلب بيروت إلى ما بعد المدينة الرياضية.. فيما فرغ خط كورنيش المزرعة – المزدحم عادة – وأصبح صحراء فارغة “حتى يمر حضرة جنابه”.. بينما خط وسط بيروت – بشارة الخوري – البربير تسبب الزحام فيه بعدد من ارتطامات السيارات ببعضها لشدة ضيق الطريق وقوة دفق السيارات..

بالمختصر.. تفاءلنا بعهد يُغيّر أتفه وأهم التفاصيل في آنٍ معاً.. لكن إلى متى سنبقى “ملكيين أكثر من الملك”.. إلى متى ستكون راحة الزعيم أو المسؤول أو أي ضيف قادم من الخارج.. على حساب المواطن المخنوق والمقتول أصلاً؟!.. إلى متى سندفع فاتورة لا علاقة لنا بها من قريب أو بعيد؟!.. إلى متى سنكون وقود التفاهات والحمايات لهذا وذاك وذلك؟!.. إلى متى سنستمر في “تكبير حجر فلان وعلان”.. وحجمه الحقيقي “أصغر من بحصة”.. حتى العسكري الذي رُمي في الشارع ساعات طويلة.. واقفاً على قدميه بكامل عتاده أليس بشراً؟!.. وليخرس كل مَنْ يقول هذا واجبه.. لا ليس واجبه أنْ يُظلم ويُرمى في حر الشمس والهواء البارد من أجل رئيس أو وزير أو ضيف..

كلّنا أمل أنْ تكون هفوة و”دعسة ناقصة”.. ولا يتكرّر ما عشناه بالأمس مع الوفود المتوقع قدومها إلى لبنان تابعاً.. وإلا سيكون الحدث على سخافته أمام القضايا الكبرى.. “صف حجارة” يتراكم ليرمي به الشعب “العهد الموعود” بالأمل والتغيير والمليء بالتفاؤل.. فيأتي مليئاً بالتعتير للشعب فوق تعتيره..


خاص Checklebanon

 

مقالات ذات صلة