خاص شدة قلم: ليست شماتة.. بل شعور مظلوم: “اللهم زّدهم”!
قد نقول “اللهمّ لا شماتة”.. لكنّني لا أستطيع إلا أن أشمت وأقول يُمهل ولا يُهمل.. بل أزيد لأقول اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك.. واجعل الحرائق تنتقل من كاليفورنيا ولوس أنجلوس إلى قلب تل أبيب.. واحرقهم بنيران من عندك يا عزيز يا جبّار..
هذه العبارات لا أقولها بمفردي.. بل أسمعها تتردد على كل لسان.. هو ثأر غزّة ولبنان.. هي دماء الضحايا الأبرياء، ودمار البشر والحجر والشجر.. هي انتفاضة الطبيعة – ولو كانت مُفتعلة – على الصهيوأمريكية.. التي لم تسلم من جبروتها مروحة واسعة من الشرق الأوسط..
أرادوا تغيير منطقتنا بالقضاء على معالمها من العزف على أوتار الدين والتشرذم.. وزرع “القاعدة” بدءاً من أفغانستان.. واندلاع “عاصفة الصحراء” وحرب الخليج الأولى والثانية.. مروراً بسقوط نظام صدّام حسين في العراق.. وما زعموا لاحقاً أنّه “ربيعنا العربي”.. الذي أثبتت الوقائع أنّه شتاء موحل بالدماء والإرهاب والتكفير..
زرعوا بيننا تنظيمات إرهابية تكفيرية لم يُنزل الله بها من سلطان، بدءاً من “داعش” فـ”النصرة” و”تحرير الشام” و”قسد”.. وشاهدنا كما سمعنا عن أغرب ما يُمكن أن يعيشه إنسان.. في الألف الثالث من أفعال استقدموها من أزمنة الجاهلية والعصور الوسطى.. وبعد سنوات طِوال وبعد جريمة “صفقة القرن” التي فشلت بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.. وبعد عدوان غزة الذي أصبح على مشارفه النهائية مخلفاً دماراً لم تدركه العقول ومئات آلاف الشهداء..
جاء عقاب الله.. جاء عقاب الله للإدارة الأمريكية ليؤكد أن “النمرود” الذي حكم الكون وما عليه.. من برج بابل للوصول إلى رب العالمين.. انتهى ببعوضه تدخل أذنه وتستقر في دماغه حتى قتلته.. فلا دونالد ترامب الذي يستهل عهده الثاني – رغم فضائحه – بالهجوم على كندا والسعي لتغيير اسم خليج المكسيك.. ولا جبروت رئيس حكومة اليمين المتطرّف بنيامين نتنياهو، أو طاغية الروس فلاديمير بوتين، ومجنون كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والكثير سواهم من حول المعمورة قادرون على الوقوف في طريق الله حين يصدر الأمر الإلهي.. فهل مَنْ يتّعظ؟! لا أظن!!
قد يقول قائل بأنّ ما يجري في أمريكا بفعل فاعل ولا ذنب للناس.. وكان الأجدى أن تُحرق واشنطن أو البيت الأبيض بساكنيه أو حتى مبنيي البنتاغون والكونغرس.. عندها يمكن شفاء غليل العرب الذين تذوّقوا أبشع أنواع الظلم من الطغاة الغربيين وفي مقدمهم الولايات المتحدة الأمريكية.. التي تدّعي أنها “حمامة سلام” وترسل صواريخ القتل والموت إلى الصهاينة لقتلنا وقتل الفلسطينيين..
على هذا القائل أرد وأقول بصريح العبارة: كل ما يُلحق بفجورهم الأذى، وكُلُّ ما ينزل بهم شعوباً وحُكّاماً من طغيان هو برداً وسلاماً على قلوبنا.. لأنّهم لم يتذوّقوا ولا مرّة واحدة ما جرى لنا وما عشناه أو يعيشه أبناؤنا بسبب حكّامهم الذين اختاروهم.. فإعصارا “ميلتون” و”هيلين” اللذان ضربا ولاية فلوريدا العام الماضي لم يُحرّكا فينا ساكناً أسفاً عليهم بل قلنا “اللهم زّدهم”..
مصطفى شريف- مدير التحرير