خاص: “كفى تشويها ومزايدات… القطاع الصحي في لبنان ليس على شفير الهاوية”!

بلدنا أيقونة “دخول الحابل بالنابل”، والسياسة اللبنانية تبقى على مر العصور أيقونة التدخّل في كل كبيرة وصغيرة، بل وتترك آثارها في أي حدث على أي صعيد كان، وحتى قطاع الطبابة والاستشفاء، والذي يجب أنْ يكون خطاً أحمر، بل قدسيته إلهية ما بعدها قداسة، إلا أنّنا للأسف نعيش يوميات، ندرة الأدوية المخبّأة في المستودعات، واختفاء البنج تارة أو الأوكسجين تارة أخرى…  من هنا التقى موقعنا الدكتور الجراح هيثم فوال في حديث مقتضب، غاص في أعماق الواقع اللبناني وانعكاسه على دنيا الطب.

فقال: “تتدخّل السياسة في لبنان بكل القطاعات، حتى أصبح بمقدور مَنْ يمارسونها تصوير أوضاع البلد “تحت الأرض” و”الشعب مات وانتهى”، وهو ما يجافي الواقع 100%، إذ رغم كل ما يتواتر عبر التلفزيونات والإعلام بكل أوجهه، عن نقص في المستلزمات الطبية، إلا أنّنا لم نتعرّض أبداً لهذا النقص الجسيم، اللهم إلا مرّة واحدة انتشر “خبر” نقص البنج، وهو فعلياً لم يكن نقصاً بالمعنى الحرفي، بل كان مُخبأ ومُحتكراً، ولكن سرعان ما تم الكشف عن الكميات المخبأة وانتهى الأمر، بما يعني أنّ أيّاً من العمليات الجراحية لم تتعرّض للتوقف بسبب هذا النقص”.

ووجّه الدكتور فوال نداءً إلى المواطنين، مناشداً إياهم “عدم التأثّر بالإعلام لأنّه للأسف يشوّه احيانا صورة لبنان، ويعمل على تصوير البلد كالغارق في الخراب”، ليستدرك: “أرجو ألا يُفهم الكلام على عكس ما أقوله، فأنا لا أعني أنّنا نعيش في النعيم، كلّنا نعاني ونتألّم، ولكن في نفس الوقت علينا ان نسعى الى تقديم صورة جميلة عن بلدنا، إذ قد لا يكون يمقدورنا إظهاره وكأنّه الأفضل، لكن أقلّه إظهار المميزات مقابل العيوب التي يظهرها الأخرون”.

وتابع: “أعود وأؤكد على الرغم من أنّ اوضاعنا ليست صحية حالياً، إلا أنّ الوقائع اليومية تُظهر أنّنا نستقبل ضيوفاً من كل دول العالم، وعلى سبيل المثال مؤخراً أجريت عملية لفتاة من الولايات المتحدة الأميركية، وقبلها من كندا، ويغادرون البلد راضين 100% عن النتيجة، ما يعني أنّ وضعنا استشفائياً ليس كما يصوّرونه مأساوياً، لكن كل ما في الأمر مزايدات بين نقابة المستشفيات ووزارة الصحة ومصرف لبنان”.

وحول نسب وأرقام عمليات البدانة والجراحات التجميلية في لبنان ما بعد الأزمات المالية و”الكورونية”، أكد أنّه “ومن دون مبالغة، أرقام عمليات السمنة ارتفعت هذا العام 3 أضعاف عن السابق، خصوصاً انه ما زالت متوافرة  كل المستلزمات والمُعدات والأجواء الطبية اللازمة والمناسبة، ولو كان هناك أي خطر لانقطاعها أو فقدانها، فحتماً لن نُخاطر.. ولن نضع أنفسنا في أزمة ثقة مع المريض، وشخصياً كنتُ لأتوقف عن إجراء العمليات، لكن واقعنا لا يزال كما كان حتى قبل تفشي فيروس كورونا”.
 

وطالب الدكتور فوال “كل مَنْ يتناطح عبر الاعلام سواء (نقابة المستشفيات أو وزارة الصحة اومصرف لبنان)، بالرحمة بالبلد لأنّهم يشوّهون صورته على المستوى الطبي والسياحي والفندقي.

ورفع الصوت معلناً عن الخسارة الأكبر التي لا يزال لبنان يعيشها منذ عامين وحتى تاريخه، هي هجرة الأدمغة.. فالمال المهدور وأموال المودعين، حتى الثقة بالدولة من الممكن استردادها، لكن الخسارة الأكبر هي هجرة الأدمغة العلمية والأساتذة والـProfessors الذين يهاجرون لمراكز أقل بكثير من قيمتهم وما يستحقونه، بحثاً عن الأمن والأمان ووضع حدٍ للظروف الصعبة التي مرّوا بها خاصة بعد تفجير المرفأ، ومنعاً للابتزاز الذي تعرّضوا له.. ” وللتذكير.. فإنّه ابّان الحرب الأهلية كنّا أمام نفس الصورة، حين فرغ لبنان من الأطباء والأدمغة… وعدنا و”رمّمنا دمارنا المعنوي والمادي”.. وبالتالي أؤكد الآن أنّه بعد العتمة هناك نور، ولا يجب أنْ نيأس، لأن البلد سيقوم من تحت الردم وينهض، وستبنيه كفاءاته وأهله المؤمنون به… حتى الصميم!
 

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة