كيف تدوم نتيجة الفيلر والبوتوكس لوقت أطول؟

من الطبيعي أن يرغب كل منا بالحفاظ على نتيجة البوتوكس والفيلر لأطول وقت ممكن عند اللجوء لأي من هاتين التقنيتين. في الواقع، هناك ممارسات معينة في نمط حياتنا تؤثر إيجاباً وتسمح بالحفاظ على النتيجة، فيما تأتي أخرى لتساهم في زوالها في وقت أقصر. مع الإشارة إلى أن ثمة عوامل ايضاً لا يمكن التدخل فيها أو تغييرها بحيث تؤدي إلى زوال النتيجة بشكل لا يمكن السيطرة عليها، بحسب الطبيب الاختصاصي بالأمراض الجلدية الدكتور حسين ياسين.

كيف يمكن الحفاظ على نتيجة الفيلر لوقت أطول؟
الفيلر هو مادة مصنوعة من حمض الهيالورونيك الموجودة في الجسم، وتحديداً في العين والمفاصل والجلد. يشير ياسين إلى أنه بات من الممكن تصنيعها في المختبرات ليتقبلها الجسم بشكل طبيعي من دون ردود فعل سلبية. مع الإشارة إلى وجود أنزيمة في الجسم هي الـhyaluronidase التي تكسّر حمض الهيالورونيك.

أما السبب وراء استمرار نتيجة الفيلر لدى البعض لوقت أطول فيما تزول سريعاً لدى البعض الآخر في أن الفيلر الذي يحقن في مواضع معينة بهدف تعبئتها وزيادة حجمها يبدأ بالتسكر من اللحظة التي يُحقن فيها بسبب أنزيمة الـhyaluronidase الموجودة في الجسم. أما العوامل التي تساهم في تكسّر الفيلر بوقت أسرع وزوال نتيجته وتلك التي تلعب دوراً في الحفاظ عليه فهي:

– نوع الفيلر: ثمة أنواع عديدة من الفيلر التي يمكن اللجوء إليها. بقدر ما يكون نوع الفيلر متماسكاً مع بعضه لجهة طريقة صنيعه، تكون سرعة خسارته أقل والعكس صحيح.
مع ضرورة أن يكون الفيلر آمناً وعليه الدراسات الكافية التي تؤكد أنه آمن فلا تستخدم إلا تلك الحائزة على موافقة الهيئات الصحية الدولية.

– الموضع الذي يوضع فيه الفيلر: في حال وضع الفيلر تحت العين أو في موضع الأنف، من الصعب أن يكسّره الجسم، وفق ما يوضحه ياسين لأن الأنزيمة لا تبلغ هذين الموضعين مثلاً بسهولة وبالتالي لا تكسّره بسهولة. انطلاقاً من ذلك، من يحقن الفيلر تحت العين يحافظ على النتيجة لوقت طويل شرط وضعه بالكمية المناسبة والنوعية الجيدة. وفي حال إجراء الفيلر بشكل خاطئ تحت العين مثلاً بطريقة خاطئة وبشكل صحي، يمكن مواجهة مشكلة الإزرقاق تحت العين التي تدوم لسنوات طويلة في حال عدم تذويب المادة. هذا خير دليل على أن حقن الفيلر تحت العين يدوم طويلاً لأن الفيلر لا يتكسّر فيه سريعاً.

– طريقة حقن الفيلر: ففي حال حقن الفيلر بطريقة تتوزع فيها الجرعة بكميات صغيرة تدوم النتيجة أكثر مما يحصل في حال تفريغ الحقنة دفعة واحدة في الموضع.

– التعرض للضغط: في حال اللجوء إلى تقنيات التمسيد في الوجه بكثرة من المتوقع أن تزول النتيجة بوقت أسرع. كما أنه في حال النوم على جهة معينة أكثر من أخرى، من المتوقع خسارة نتيجة الفيلر فيها بسرعة كبرى بالمقارنة مع الجهة الثانية. وهذا ينطبق على الفيلر في منطقة المؤخرة ما يبرر اعتماد الفيلر السميك فيها حتى يدوم لوقت أطول.

– العملية الأيضية في الجسم: فلدى البعض تكون مادة الـhyaluronidase نشطة بشكل يحصل فيه تكثّر الفيلر بسرعة كبرى لأسباب جينية لا يمكن التحكّم فيه.

– التعرض للتوتر من العوامل التي تسرّع عملية زوال نتيجة الفيلر.

– التدخين.

كيف تدوم نتيجة البوتوكس لوقت أطول؟
البوتوكس مادة سامة تساهم في ارتخاء العضل، ويشدد ياسين على ضرورة اختيار المادة المناسبة ذات النوعية الجيدة الحائزة على موافقة الـFDA فهذا العامل يلعب دوراً في استمرار النتيجة لوقت أطول. علماً أنه تتوافر أنواع عديدة من البوتوكس في الأسواق لا تدوم طويلاً، وإن أعطت نتيجة جيدة أولاً. كما أن نقاوة البوتوكس من حيث التركيبة تلعب دوراً مهماً في ذلك أيضاً. والعوامل الأخرى التي تساهم في زوال النتيجة أو في جعلها تدوم لوقت أطول هي:

– كمية البوتوكس التي توضع والموضع الذي يُحقن فيه: فيجب وضع الجرعة الكافية بحسب قوة العضلة لتدوم النتيجة لوقت أطول. فتبرز هنا خبرة الطبيب في وضع الجرعة المناسبة في الموضع المناسب لتدوم لوقت أطول.

– موضع الحقن والطريقة المعتمدة في الحقن: أظهرت الدراسات أن حقن البوتوكس بشكل سطحي يجعله يدوم أقل مما يحصل في حال حقنه عميقاً.

– العملية الأيضية: تماماً كما في الفيلر تتكسّر مادة البوتوكس لدى البعض سريعاً بالمقارنة مع آخرين لأسباب جينية ولا يمكن تغيير ذلك.

– الإكثار من حقن البوتوكس بشكل متكرر: هذا ما يؤدي إلى مناعة الجسم في مواجهة مادة البوتوكس البروتينية وتكوّن الأجسام الضدية ما يخفف من فاعلية المادة عبر شلّ وظيفتها. عندها يمكن زوال النتيجة خلال شهر لا أكثر بسبب الأجسام الضدية التي تتكون في مواجهتها. وقد يحصل ذلك أيضاً في حال حقن مادة غير حائزة على موافقة الـFDA ولم تجر عليها دراسات كافية. عندها حتى في حال حقن البوتوكس ذات النوعية الجيدة بعدها، لا يعود الجسم يتجاوب معها بالنسبة نفسها. ويشدد ياسين على ضرورة التأكد من نوعية البوتوكس والتقنية المعتمدة وكافة العوامل التي يمكن أن تؤثر في ذلك عند اللجوء إلى هذه التقنية.

النهار العربي