نكبة تصيب شركات الإنتاج: هذا ما حصل مع «إيغل فيلمز» و «صبّاح إخوان»!

على بُعد أقل من ثلاثة أشهر من حلول شهر رمضان، وجدت شركات الإنتاج نفسها في مأزق بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان، ثم سقوط نظام بشار الأسد…

تلقّت دراما رمضان 2025 ضربات عدة أدخلتها في المجهول. فقد شهدت تلك الصناعة عقبات لم تشهدها في السنوات الماضية، ربما ستؤدي إلى خروج بعضها من الخريطة، ما يكبّد شركات الإنتاج خسارةً ماليةً لم تكن في الحسبان. فقد تزامن انطلاق تصوير المسلسلات الرمضانية في لبنان مع بدء الحرب التي شنّها العدو الإسرائيلي على لبنان في أواخر شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، واستمرت شهرين. فمن المعروف أنّ تلك المدة الزمنية من كل عام، هي بمثابة الانطلاقة الرسمية لتصوير المشاريع، ويكون أمامها نحو أربعة أشهر من التصوير والمونتاج للعرض في شهر الصوم. مع بداية الحرب، وجدت شركات الإنتاج اللبنانية أنها أمام مفترق: فإما المغامرة وبدء التصوير في الأماكن الآمنة التي لم تتعرض للقصف الإسرائيلي، أو تجميد الأعمال ريثما تتضح صورة التطورات السياسية والأمنية.

هكذا، قررت شركة «إيغل فيلمز» البدء بتصوير مسلسلها «بالدم» (كتابة نادين جابر وإخراج فيليب أسمر) في ظل الحرب الإسرائيلية، متحديةً الوضع القائم ومنخرطة في هذه المغامرة المحفوفة. علماً أنّ المسلسل لبناني بحت، يجمع على قائمة أبطاله كلاً من ماغي بو غصن، وباسم مغنية، وبديع أبو شقرا، وجيسي عبدو، وكارول عبود، وغابريال يمين، ورفيق علي أحمد وغيرهم. تدور أحداث المسلسل في إطار الدراما الاجتماعية التشويقية، وهو مستوحى من قصص حقيقية، ويروي حكايات داخل عائلة واحدة.

وبالفعل، نجحت «ايغل فيلمز» في تصوير «بالدم»، على أن تعرضه في شهر رمضان على مجموعة من القنوات العربية واللبنانية.

في المقابل، لم تمش شركة «صبّاح إخوان» على خطى زميلتها «ايغل فيلمز» ببدء تصوير المسلسلات المشتركة خلال الحرب، بل انتظرت قليلاً ريثما أعلن وقف إطلاق النار، وخصوصاً أنّ أعمالها تلعب بطولتها مجموعة من النجوم السوريين واللبنانيين وكانت في انتظار استقرارهم في بيروت. مع إعلان وقف إطلاق النار، بدأت «صبّاح إخوان» تصوير المسلسل المشترك «نَفَس» (كتابة إيمان السعيد واخراج إيلي السمعان) الذي يجمع دانييلا رحمة وعابد فهد ومعتصم النهار، وسيُعرض على شبكة Mbc و«شاهد» في رمضان 2025.

لكن فرحة «صباح إخوان» لم تدُم طويلاً. ففي الساعات الأولى لوقف إطلاق النار في لبنان، بدأت الهجمات الإسرائيلية على سوريا، ما عرّض الدراما السورية لنكبة لم تكن في الحسبان. فقد وضعت «صبّاح إخوان» ثقلها في دعم المسلسل السوري «تحت سابع أرض» (إخراج سامر البرقاوي) الذي يلعب بطولته النجوم السوريون تيم حسن، وأيمن زيدان، وكاريس بشار ومنى واصف وغيرهم. وكانت كاميرا سامر البرقاوي قد دارت قبل أسابيع عدة، وكانت الأمور طبيعية وميسرة، وخصوصاً أنّ شبكة mbc رصدت للعمل ميزانيةً ضخمةً، بينما تتولى «صباح إخوان» مهمات تنفيذه فقط، وهو يصوَّر في استوديوهات خاصة بُنيت في دمشق. خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، كان التصوير في دمشق يجري بشكل اعتيادي، إلى أن استيقظ السوريون على خبر سقوط نظام بشار الأسد، ما أدى إلى وقف تصوير جميع الأعمال الدرامية الرمضانية، على رأسها مسلسل «تحت سابع أرض» وغيرها من المشاريع التي كانت تعجّ في الشام. ولم تعُد تلك الأعمال إلى التصوير بعد. وفي حال طالت المدة الزمنية للأزمة السياسية السورية، ستخرج مجموعة من المسلسلات من السباق الرمضاني.

في هذا السياق، تلفت المعلومات إلى أنّ شبكة mbc لم تتخذ قرارها بعد بوقف تصوير «تحت سابع أرض» أو استئنافه الذي يرتبط بالتطورات السياسية في المرحلة المقبلة. وتوضح المصادر بأن العمل مهدد بالخروج من الخريطة الرمضانية. وهذه الخطوة تعدّ ضربةً قاسيةً للشبكة السعودية، لأنّنا على بُعد أقل من ثلاثة أشهر لحلول شهر رمضان، وخصوصاً أنّ تيم حسن هو بمثابة الوجبة الدسمة في رمضان.

على الضفة الأخرى، شهدت الساحة الدرامية تغيّرات واضحة في بداية هذا العام. بعدما قرر تطبيق «شاهد» دعم الصناعة السعودية الدرامية بشكل لافت، راحت شركات الإنتاج تفتش عن أبواب أخرى لتسويق إنتاجاتها. وفي بداية العام، رفعت السلطات المصرية القيود عن شركات الإنتاج اللبنانية التي كانت ممنوعة من تصوير مشاريع هناك وعلى رأسها «صبّاح إخوان». عندها، خطت الشركة، التي يديرها صادق الصباح، أولى خطواتها على الأراضي المصرية بعد غياب سنوات طويلة. وقد دارت قبل شهرين كاميرات مسلسلاتها المصرية التي تنتجها لرمضان وهي «المداح» و«سيد الناس» و«العتاولة 2». وهذه المشاريع كانت تُصوَّر في بيروت، وتكتفي ببعض المشاهد الخارجية في مصر. لكن هذا العام، تبدلت الخطة كلياً وأصبحت إنتاجات «الصباح» المصرية محلية الصنع. وتعوّل «صباح إخوان» على خطوتها في المحروسة، بأن تفتح أمامها أبواباً جديدة لبيع أعمالها للمنصات والشاشات المصرية.

من جانبها، وجدت شركة «ايغل فيلمز» متنفساً لها لتصوير مسلسلاتها خارج لبنان، واختارت شركة الإنتاج التي يديرها جمال سنان، التوجه نحو مصر والسعودية لتقدّم أول إنتاجاتها السعودية الرمضانية. تنشغل الشركة بتصوير الجزء الثالث من مسلسل «كامل العدد» الذي يجمع دينا الشربيني وشريف سلامة وإسعاد يونس، وانضم إلى العمل النجم المصري حسين فهمي. وفي السعودية، بدأت «ايغل فيلمز» أخيراً تصوير أول مسلسلاتها السعودية التي تنتجها ويحمل اسم «يوميات رجل عانس» الذي يلعب بطولته النجم السعودي ابراهيم حجاج. العمل كوميدي يدور حول رجل عازب يبدأ في البحث عن شريكة حياته، فتصادفه مواقف كوميدية طريفة. يذكّرنا العمل بعنوانه العريض، بمسلسل «عايزة اتجوز» الذي لعبت بطولته هند صبري في عام 2010.

الاخبار