خاص شدة قلم: منْ انتصر ومَنْ إنهزم في موازين أرض الواقع والمشهد المستقبلي؟!
لم ولن نتغير… ومثلما اختلفت وجهات النظر بين اللبنانيين.. منذ الحروب والاعتداءات الصهيونية السابقة كذلك هي الحال اليوم.. بعدما دقت “ساعة الصفر” معلنة وقف إطلاق النار الإسرائيلية على الداخل اللبناني.. والفصل بين الجبهتين الغزاوية واللبنانية.. بما تعنيه من انهيار ولو آني لما يُعرف بـ”وحدة الساحات”..
ما علينا.. انتصرنا أم انهزمنا؟!.. سؤال قسّم اللبنانيين منذ اللحظات الأولى لتحوّل جبهة الإسناد والإشغال إلى جبهة مباشرة.. لكن “معليه” دعونا نُجري قراءة من فوق دون تأييد لأي طرف.. ونستخلص عبرة علّنا نتمكّن من الإجابة على سؤال: هل انتصر حزب الله “بصموده” أمام إحدى أعتى قوى الضلال في العالم رغم كل ما لحق به وبلبنان؟!.. أم هُزم وفاز العدو الصهيوني بما أسماه “حرب لبنان الثالثة”.. واستعاد رسم خريطة الحدود مع لبنان.. من خلال “شريط حدودي” يتخطى بعشرات الكيلومترات الخط الأزرق الأممي.. ناهيك عن الخروقات العدوانية التي انطلقت منذ اليوم الأولى لوقف إطلاق النار!!
حرية التحرك وموقف المستوطنين
في المحصلة.. وعلى أرض الواقع لا يزال من المبكر جداً الحديث عن النتائج السياسية والعسكرية لعدوان أيلول 2024 على لبنان.. كما من المبكر جداً الخوض في مهاترات وسجالات لن تُثمر ولن تتسبب إلا بالشقاق وتوسيع الهوّة بين شعب مقسوم على بعضه أصلاً..
لكن بعيداً عن حديث الانتصار والهزيمة.. وفيما لا نزال في زمن هدنة تمتد على مدار 60 يوماً.. ورئيس حكومة اليمين المتصهين توعّد بضربة كبرى بعدها في حال رأى ضرورة لذلك.. وفيما تتوالى يومياً الخروقات المعادية بذريعة بند “حرية التحرّك”.. هناك بنود أساس لا بد من أخذها بعين الاعتبار للحكم لاحقاً من انتصر ومن هُزم في هذه الحرب!!
1. عودة مستوطني الشمال الفلسطيني المحتل، وتحليل معمق لموقفهم من اتفاق وقف إطلاق النار، مع إصرار غالبيتهم على رفض العودة، أو حتى مجرّد النقاش في الأمر.
2. لجان التحقيق الإسرائيلية في الحرب على لبنان، والتداعيات السياسية على حكومة نتنياهو بالداخل الإسرائيلي، إضافة إلى موقف المعارضة منه.
3. مدى الخسائر والدمار سياسياً واقتصادياً وحتى مجتمعياً، إضافة إلى مشهدية إعادة الإعمار ومن سيساهم فيها؟!
البلد للكل بين الحوار والنقد!!
القراءة في هذه البنود وما ستظهره على أرض الواقع من نتائج.. ستفرض تحدياً كبيراً على حزب الله في الفترة المقبلة.. يدعوه إلى العمل بموازاة بناء قدراته العسكرية على أهمية بناء قدرات سياسية.. توفر مناعة شعبية سياسية وطنية جامعة في الداخل اللبناني.. لأن الحرب أظهرت صورة سوريالية لبنانية توزعت بين تضامن ودعم من جهة وانقسام وشماتة واستكبار من جهة أخرى.
هذا المشهد يفرض على مَنْ تبقى من قياديي الحزب أن يعوا أهمية التركيز على لبنانيتهم.. والابتعاد عن أي أجندات خارجية.. مع الإيمان عملياً بأنّ عقيدة “البلد للكل” تفرض إجراء حوار واضح وصريح مع الآخر.. يترافق مع نقد بنّاء في داخل “البيئة الحزبية”.. لأن نتائج هذه المصارحة والنقد ومدى جديتها ستكون الفيصل لتحديد مَنْ انتصر ومَنْ هزم.. ليس فقط في هذه الحرب.. بل لعدد من العقود المقبلة طالما الكيان الغاصب موجود على حدودنا الجنوبية.
مصطفى شريف- مدير التحرير