خاص: عن بيئة “فالج لا تعالج.. ما بيتغيّروا”: عقول مغسولة وعقيدة مشلولة!

غاب راوينا هذه المرّة عن الحدث.. ليس لأنّه لا يمتلك معلومة ليقولها.. بل لأنه خجل مما قد يقوله والوضع أكثر من مُقرف.. والعهر والفُجر والتجبّر والتكبّر مستمر.. رغم الدمار والموت والانكسار.. و”بتسمعهم عم يقولوا: فدا فلان وفدا علان”.. وصولاً إلى عبارة “اللهم إنْ هُزم حزب الله فلن تُعبد بعد اليوم”..

ألهذه الدرجة الجبروت؟!.. ألهذه الدرجة عبادة وثنية القرن الثالث وعبادة الشخوص؟!.. ألهذه الدرجة الاستقواء بالسلاح والتجبّر على خلق الله وعدم الاعتراف بأنّ الدنيا “يوم لك ويوم عليك”؟!

هذه المرّة نقولها وبالفم الملآن على ذمّتنا ومشاهداتنا.. كانت الصدمة واحدة خلال الاجتماع الأسبوعي لفريق عمل موقعنا.. فطرح كل زميل ما لديه من معلومات وأخبار ومشاهدات.. فكانت المفاجأة أن امتعض “الكل يعني الكل”.. مما عايشه في المناطق التي نقيم فيها أو نتردد عليها.. أو حتى جولاتنا الميدانية لاستطلاع أوضاع الناس والمجتمع في زمن النزوح والحرب..

ظنّنا أن هذا النازح سيترجّل عن صهوة سلاح زعمائه ولو قيد أنملة.. لكن ما وجدناه العكس بل متشرّب حتى النخاع.. عقول مغسولة وعقيدة مشلولة لا تُفكّر.. بل هكذا قال الزعيم “ما تفكّر نحن منفكّر عنّك”.. عمى بصر وبصيرة يسيرون على أطلال أمجاد غابرة.. يعيشون على لواء انتصار دم الحسن على سيوف كربلاء ويزيد.. يُربّون أطفالهم على أنّ الآخر أنْ لم يكن معنا فهو علينا حتماً.. لا مجال للحيادية بل ولا حتى رهان على التغيير.. بل إصرار على الجبروت!!

صدمتنا كانت بأنّ هذا النازح متمسّك بفكره المقاوم.. وإنْ كُنّا نؤيّد ونناصر مقاومة إسرائيل حتى الرمق الأخير.. لكن لا نراهن على افتعال حروب معها.. أما هم فلم يفكّروا ولو للحظة بأنّه من الممكن أن يغيّر الشعب والبيئة قرارات القيادة.. من الممكن أن ترفع البيئة الصوت وتعلن رفض الحرب بعد الدمار وآلاف الشهداء.. لكن للأسف شعارات الإنشاء لا تغيب عن الألسن مثال “ما منترك الأرض؟!”..

تسألهم: يا جماعة عن أيّا أرض عم تحكوا؟!.. يُجيبوك: كلّه بيتعمّر!!.. فتسألهم: واللي ما معه.. يُصرّون: الله بدبّر.. فتسألهم عن الضحايا.. فيكون الرد: “شهداء عند ربهم يُرزقون”!!

يا جماعة صور، بعلبك، والنبطية تاريخ لبنان وحضاراتها راحت.. لبنان الحديث أوشكنا ان نقول الضاحية ستضاهي وسط بيروت.. أصبحت أثراً بعد عين.. هل تعون ماذا يعني أن نلملم أشلاء البلد بعد الحرب.. ونحن أصلاً مشتتون منهارون..

إلا أنّ خلاصة اجتماع التحرير كانت “فالج لا تعالج.. ما بيتغيّروا!”!!

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة