خاص شدة قلم: بيقولوك “انتصرنا”…ما أجمل الحلم لكن ليس بطعم الموت!!
مشهد سوريالي بكل ما للكلمة من معنى.. الدمار عمَّ البلد والضحايا ما بين شهيد وجريح تخطوا الآلاف.. وحلم إعادة الإعمار متى وضعت الحرب أوزارها سيستغرق حتماً عقداً من السنوات.. وبعدهم بيقولوك “انتصرنا”!!
“معليه حدا ياخدني على قد عقلي ويشرحلي.. شو يعني انتصرنا؟!.. شو يعني انتصرنا والبلد اقتصاده تحت الأرض؟!.. شو يعني انتصرنا وولادنا بالبيوت بلا علم؟!.. شو يعني انتصرنا والمشرّدين بالطرقات هون وهونيك؟!.. وشو يعني انتصرنا وحياتنا صارت بحبس كبير؟!”..
خلص انتهينا.. أيُّ انتصار وأي كذب وأي تضليل.. قلتم “بكبسة زر سنصل وسنصيّف في الجليل ونُشتّي في القدس”.. فتبيّن أنّه بكبسة زر حصدوا المئات.. وبكبسة زر تدمّر البلد.. بكبسة زر عُدنا عقوداً إلى الوراء.. وبكبسة زر تشرّد الناس وعمَّ الخراب..
“عم تقولوا كرامة.. اللي ما عندو سقف يأويه ما عنده كرامة.. اللي وطنه مدمّر وعايش عالمعونات ما عنده كرامة.. اللي صار ناطر طيّارات المساعدات صار بلا كرامة”..
“أما “وحدة الساحات” فخبّرونا وينيه؟!.. طهران خامنئي غدرتكم وخذلتكم وباعتكم.. وطبّقت معكم المثل القائل “انفشوا ودفشوا وشوف ما أجحشوا”.. وما أنْ وقعتم حتى تبرّأت منكم… أما “سوريا بشار الأسد” فتركتكم في منتصف الطريق ” وسلملي عالبتنجان”.. وقال شو “وحدة ساحات”؟!
أكلنا الضرب وفتنا بالحيط.. وبعدك بتلاقي هيدا بقول “انتصرنا وسننتصر.. وما خفي أعظم”.. “لاء يا عيني لاء.. قولوا انهزمنا وتدمّرنا وراح المال والرسمال”.. والأنكى عندما يأتيك أحد “المقاومتجين” ويقول: “بيتي راح ورزقي راح بس كله فدا المقاومة.. خسرنا البيت والرزق وربحنا الكرامة”.. دون أنْ ينسى التهديد والوعيد.. فنقول له بصريح العبارة: “سلّملي ع الكرامة”!!..
يبقى أنّ الحلم جميل والأجمل أنْ يعيش الإنسان الواقع دون وهم مهما كان الوهم وردياً.. لأنه مهما طال ليس أكثر من أضغاث أحلام وسراب لا منفعة منه إلا الغرق في وحول المآسي.. والتعامل مع الواقع حقيقة مهمة جداً.. لأنّه علينا المواجهة والمجابهة.. علينا التحضير لبكرا وخراب بكرا.. فمحور المقاومة المنتشي بنصر تموز 2006.. وعلى مدار 18 عاماً كان يراكم السلاح.. لكن العدو كان يراكم التكنولوجيا.. لنصطدم بواقع مرير جداً وعقلية عدو تفكر بـ20 عاماً إلى الأمام.. فيما الحزب وحماس والحوثي أي “أذيال إيران”.. ما زالوا يراهنون على انتصارات تحقّقت في الماضي.. لكن لم تعد قابلة للصرف في يومنا الحالي..
فانزلوا من عليائكم سواء من المؤيّدين أو الموالين أو الإعلاميين أو السياسيين.. فالشجرة ما عادت تتسع.. ولا تنسوا أنّ ربّان سفينتكم “راح والله يرحمه”.. ومعه “جوقة مركب النجاة” بكل أفرادها.. والغد وإنْ كان انتصاراً فهو انتصار بطعم الهزيمة.. انتصار ممزوج براحة الدم والبارود والدمار والخراب والانكسار.. انتصار أقل ما يمكننا أن نقول له “سلّملي ع الكرامة”!!
مصطفى شريف- مدير التحرير