خاص شدة قلم: طفح الكيل..”الضاهر مفقود والراجع مولود”: اللبنانيون يدفعون اليوم ثمن صمتهم بالأمس!
حياتنا مُعلّقة على خشبة خلاص تكاد تغرق هي الأخرى.. يومياتنا قلقٌ نهاراً وتوترٌ ليلاً.. وخوف من أنْ يكون دورنا اليوم أو غداً أو بعد غد.. على روزنامة “الأدرعي المتعجرف” في القصف والاستهداف الليلي يومياً..
تحوّلت أيامنا إلى “حبوب أعصاب” وهلع من الآتي المجهول.. حتى الخروج من المنزل أصبح محفوفاً بالخطر.. لأنّه في ظل “الضربات غير معروفة الهدف” اصبح “الضاهر مفقود والراجع مولود”.. ونحن كبيادق الشطرنج نتحرّك بأوامر مُجرمي الحرب..
بل والأنكى أنّ الحرب ما عادت من عدو صهيوني يتربّصُك في الجو وتحت الأرض.. بل أيضاً أصبحت من ابن بلدك.. بعدما رُفِعَتْ بينكما أسوار وأسوار من الطائفية والانتمائية وحتى المصلحة الزعاماتية أو المصالح الشخصية.. فأصبحتَ في نظره عميلاً خائناً وبائعاً للوطن لمجرّد الاختلاف في وجهات النظر.. بل والأسهل هو هدر دمك..
ارتفع منسوب النشل واللصوصية مع دخول حابل الأهالي النازحين في نابل المجرمين.. الذين استغلّوا “فزعة” الهاربين من الموت ولجوئهم إلى أماكن – قد تكون أكثر أمناً – واندسّوا بينهم.. وسرعان ما بدأت تتكشّف للعيان الأفعال الجرمية سواء في مراكز إيواء.. أو حتى في مناطق لم يستهدفها القصف الصهيوني.. كشارع الحمراء وفردان وكورنيش المزرعة وصولاً إلى السوديكو وساسين.. حيث ضاق السكان ذرعاً بالسرقات والانتهاكات تحت اسم “الجوع كافر”.. وطبعاً ليس الجوع من دَفَعَ إلى مد اليد الحرام بل الطبع الوسخ والأصل الرديء..
نحن اليوم ندفع ثمن صمتنا لسنوات طويلة.. نحن اليوم ندفع ثمن الركون إلى قوّة مُسلّحة حكمت البلد وحوّلته إلى دويلة بأمر “الفارسي”.. الذي بكل فُجر ووقاحة يزعم “قاليبافه” أنّه حامينا.. لكن الواقع يؤكد أنّه راجمنا وهالكنا.. ويصارع الصهيوني للسيطرة على منطقتنا.. وما أوضاع العراق واليمن وسوريا وبلدنا طبعاً وصولاً حتى إلى الأراضي الفلسطينية محتلة إلا خير دليل..
نحن اليوم ندفع ثمن صراع “التلمودية الصهيونية” وأطماعها الاستعمارية مع “فرسنة الولي الفقيه” وأحلام العبيد بالانتقام ممن كانوا أسيادهم على مر العصور..
أمام هذا الواقع.. ومَنْ يبقى حيّاً إلى ما بعد جلاء غبار الحرب.. لا بُدَّ من صرخة واحدة ضد “كلن يعني كلن” وهذه المرّة ليست في الداخل فقط.. بل حراك شعبي رافض لأي تدخل خارجي بالشأن اللبناني.. حراك يوصل الصوت إلى المجتمع الدولي.. ويضع حدّاً للمتأيرنين والمتصهينين في الخارج والداخل.. يتزامن مع تحرّكات توصل إلى رئيس جديد وحكومة جديدة يليهما برلمان جديد.. يكون شأن المراكز الثلاثة الأولى في البلد أولاً وأخيراً هو “لبنان أولاً”.. والقضاء على الفساد والمُفسدين.. القضاء على المرتشين والمسمسرين.. فهل هو حلم بعيد المنال؟!
مصطفى شريف- مدير التحرير