خاص شدة قلم: فنّانو لبنان في أبراجهم.. والشعب في طوابيره!

يحار المرء ماذا يقول حين يرى التفاهة والسقم قد تجسّدا أمام ناظريه.. فلا يكفينا القرف الذي نحياه مع ساسة ما استجلبوا على بلدنا إلا الخراب والدمار أمنياً واقتصادياً واجتماعياً.. تُضاف إليهم مجموعة مسلّحة كل همّ أجندتها المتولّدة من فترة إلى أخرى باستجرار حرب على البلد وإعادتنا إلى ما قبل قبل عصور الظلام.. التي نحن نحياها أصلاً من زعيم جرّنا إلى جهنّم وآخر أغرقنا بالظلام وثالث سيقول لنا على أبواب العصفورية “أهلا بهالطلة”..

ولكن أنْ يزيد على قرفنا مِن من يصنفون أنفسهم نجوماً Class A، ليطل الـSuper Star راغب علامة “العجوز المتصابي”، ليُغرّد رفضاً لزعماء بلده ونقداً للأحوال المقيتة التي وصلها البلد.. متبرّئاً من كل زعيم ارتقى على أرواح وضحايا مآسي الشعب.. لكن لنتفاجأ في المقلب الآخر السيد “أبو خالد” يسرح ويمرح مع عائلته على متن أحد اليخوت في المياه المتوسطية اللازوردية.. بل وتباهى بنجله عارض الأزياء الذي ذاع صيته وعلى زعم والده ترعاه كبريات عروض الأزياء العالمية.. ناهيك عن حياة البذخ والترف التي يحياها وعائلته فيما طوابير اللبنانيين على أبواب الأفران وصلت إلى حد التقاتل.. كما وصلت بالبعض إلى الوعيد بالدم..
 

ومن راغب علامة إلى عاصي الحلاني.. الذي حمل وعائلته رحالهم وغادروا البلد إلى إمارة دبي.. ويتحفوننا بين الحين والآخر بوقائع عن يومياتهم.. المتباهية بمعيشة القصور والأبراج.. ولا يقتصر الأمر على راغب أو عاصي، بل على قياسهما نُشير ونُعد ونُحصي..
 

يا بشر.. “شعبكم عم يموت الجوع.. اللبناني عم ياكل من الزبالة.. خفّوا عنّا شوي”.. تحلّوا بجمال الأخلاق واخرسوا.. فلا نُريد طلاتكم البهية عبر وسائل التواصل أو الأخبار.. ولا نُريد مواقفكم الرافضة لما يجري في البلد من بكاء واستبكاء.. فإما الصدق والوضوح والصورة الجميلة.. أو “اخرسوا” فقصوركم العاجية لا تُسمن ولا تُغني الجمهور من جوع الخبز وعطش لقطرة مياه في حر الصيف.. أو نسمة هواء “والكهربا مقطوعة”.. ولن أُطيل الكلام لأنّ “خليها بالقلب تجرح”.. وعلَّ الرسالة تكون وصلت!!

مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة