خاص: الدهر يومان.. فليصمت المتمسكون بجبروت الممانعة… وليخرس الشمّاتون!

عند الشدائد تظهر المعادن.. لكن هذه المعادن بانت ندرة نفيسُها وما أكثر واكثر حديدها الصدئ.. حيث تنوّعت بين مَنْ لم يتّعظ وبين من لا يستطيع الغفران لما تعرّض له على أيدي “جلاوزة” الحزب منذ 7 أيار 2008.. مروراً بالحرب في سوريا وفظائعها الموثقة بالصوت والصورة.. وامتداداً إلى الكويت والبحرين والإمارات وخفايا الجاسوسية.. ووصولاً إلى “شبح التكفيريين” في الجبال اللبنانية.. واليوم فتح جبهة الإسناد الجنوبي التي حوّلت البلد إلى كتلة من نار على فوهة بركان..

يأتيك مَنْ يقول لم تروا شيئاً بعد “قوة الرضوان” ستفعل وتحقق وتنجز.. ويناصره آخر بأنّ الحزب لو تلقى الضربات تلو بعضها فإنّه سينهض أقوى وأصلب.. لأنّ عقيدته لا تهاب الموت بل شعارهم “الموت لنا عادة”..

أمام هذه الفئة من المتجبرين سواء كانوا من السياسيين أمثال طلال أرسلان ووئام وهاب.. وحتى مَنْ تبقّى من قيادات الحزب وأتباعه وأنصاره ومؤيّديه من الناس العاديين.. فهناك من يكرهون الحزب على بُعد آلاف الأمتار.. هناك من فرحوا وشمتوا بالضربات القاسمة التي نزلت على بيئة الحزب يومي 17 و18 وصولاً إلى الضربة الكبرى يوم 20..

شمتوا وفرحوا وردّدوا عبارات “الله اضرب الظالمين بالظالمين”.. لتشتعل مواقع التواصل بعبارات الردح والشتم والتنكيل بصور وفيديوهات تُظهر التطرف من مختلف الجهات والانتماءات ولم تقتصر على الداخل اللبناني بل اتسعت إلى العالم العربي ككل.. مروراً بمغردين ومعظمهم من السوريين الفارين إلى أوروبا.. يشمتون بالمُصاب الجلل..

لكل هؤلاء وبعيداً عن دروس الدين والوعظ.. نقول “الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك”.. فاتعظ يا ابن آدم لأن دوام الحال من المُحال.. وإنْ ظلمتك السنون يوماً فإنّ الغد لناظره قريب وستبتسم لك الأيام.. أما مَنْ لا يتّعظون من الكبوات ويُصرّون على غيّهم.. فلا جواب لهم إلا سروتين من القرآن الكريم الأولى من سورة البقرة تقول “الله يستهزئ بهم ويمدّهم في طغيانهم يعمهون”، والثانية من سورة الأعراف حين قوله تعالى: “ويذرهم في طغيانهم يعمهون”..

ولأن الاستكبار والجبروت نهايته وخيمة.. ولأن الشمّاتين بالآخرين نهايتهم أوخم وأفظع.. نرفع الصوت ونسأل عن وجع الأطفال الذين أزهقت أرواحهم.. نسأل عن الضحايا الأبرياء الذين فارقوا الحياة وكل ذنبهم التواجد في المكان الخطأ في الزمن الخطأ.. بينما الشمّاتين ستدور الدوائر والتاريخ يُستعاد ولو بعد حين من الدهر.. فارحم تٌرحم ومَنْ لا يستطيع النسيان والغفران ليلتزم بالصمت أشرف وأفضل من ضخ سُم في وقت يحتاج فيه اللبنانيون إلى الوحدة فقط وليس أكثر..


خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة