ضربات اسرائيل تمهيد لمناورة برية… يتمناها “الحزب”: “الانتقام طبق يقدم بارداً”

لماذا لا تبدو ردود الحزب على مستوى الهجمات الاسرائيلية؟ وماذا يخبئ المستقبل؟

فعلتها اسرائيل مجدداً وتخطت الخط الأحمر العريض بقصف الضاحية الجنوبية، وهذه المرة كانت الضربة أقسى من عملية اغتيال فؤاد شكر، اذ اغتالت القيادي الكبير ابراهيم عقيل، رئيس العمليات الخاصة في “حزب الله” ومؤسس وقائد وحدة النخبة “الرضوان”، بالاضافة إلى ١٥ قيادياً آخر في الوحدة، وذلك بعد يومين من عملية استخباراتية غير مسبوقة، فجّرت فيها اسرائيل أجهزة النداء “البايجر” واللاسلكي التي يستعملها عناصر الحزب.

وبدل أن نشهد ردوداً عنيفة من الحزب بعد الضربات الثلاث القاسية لا سيما قصف الضاحية يوم الجمعة، شنت اسرائيل عشرات الهجمات في جنوب لبنان، أمس السبت، استهدفت قرى عدة، وصلت إلى منطقة الزهراني، ما يدفع الى التساؤل: لماذا لا تبدو ردود الحزب على مستوى الهجمات الاسرائيلية؟ وماذا يخبئ المستقبل؟

مصادر مطلعة على أجواء “حزب الله” تتوقع ارتفاع وتيرة الضربات الاسرائيلية، وتعتبر في حديث لـ “لبنان الكبير” أن “الضربات التي يشهدها الجنوب في الفترة الأخيرة تبدو كأنها قصف تمهيدي تحضيراً لمناورة برية، بحيث تضرب اسرائيل نقاطاً دفاعية، إلا أنه ليس بمقدورها المناورة أعمق من بضعة كيلومترات على الشريط الحدودي، ولكن هذا ما تتمناه المقاومة، فقد يكون العدو الاسرائيلي متفوقاً تكنولوجياً وجوياً، إلا أن الأرض هي للمقاومة ما سيعطيها فرصة للانتقام القاتل”.

أما بالنسبة الى المستقبل، فتقول المصادر إن المحور عليه “الصبر والعض على الجرح إلى ما بعد 5 تشرين الثاني، أي بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، كون أي حرب ستؤدي في نهاية الأمر إلى التفاوض، وهو أمر لا معنى له الآن مع إدارة أميركية في حكم تصريف الأعمال”.

وتلفت إلى أن “محور المقاومة” في حال فوز دونالد ترامب سيصعّد بنفسه في الحرب القائمة، أما في حال فوز الديموقراطيين فسيكون الأمر مختلفاً بحيث يمكن استكمال المفاوضات، والتي سُرّب أنها تحصل في سلطنة عمان.

ولا يبدو “حزب الله” مستعجلاً على الرد، وكأنه ينتهج فكرة “الانتقام طبق يقدم بارداً”، بل كان واضحاً في كل الضربات والاغتيالات الاسرائيلية السابقة، أنه لا يقوم بردود فعل، فلديه هدف يسعى الى تحقيقه في هذه الحرب، والتضحيات واردة بل طبيعية.

وتعد طبيعة جسم الحزب مثل “الهيدرا” يُقطع رأس فينبت فوراً اثنان مكانه، وقد يهزه بعض الاغتيالات والضربات لكنه لن يموت، ويضبط ردوده حتى الآن كي يكون هو من يحدد توقيت الحرب لا العدو الاسرائيلي، الذي يتمنى من الحزب إشعالها الآن، وهذا يعتبر من أسس فن الحرب، اختيار توقيت المعركة، وإلا قد تكون النتائج أكثر سلبية حتى مما يحصل اليوم.

ويبدو أن التوقيت ليس قبل ولادة الادارة الأميركية الجديدة، لأن اسرائيل تستغل اليوم عدم نية الحزب في اشعال الحرب، وتحاول إلحاق أكبر قدر من الضرر به، بل تبدو كأنها هي من تفرض الردع، إلا أنه في اللحظة الأخيرة قبل الاتفاق على انهاء حالة الحرب، يتوقع أن يقدم الحزب على استعراض عسكري يستعيد به المبادرة في القوة الردعية، ويعيد توازن الرعب مع اسرائيل، وفي الوقت نفسه يشفي غليل بيئته الحاضنة، التي تتلقى الصدمة تلو الأخرى، أما كيف وأين وما ستكون الأهداف؟ فأمر لا تعرفه إلا قيادة الحزب.

محمد شمس الدين- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة