خاص شدة قلم: ما بين مصياف ولبنان.. “إنزال بروفا” “أين وكيف ومتى”؟!
لا تزال حرب التهويل واللعب على أعصاب اللبنانيين في أوجّها.. وأحدث فصولها “بيانات الوزاني الطائرة”.. التي أرعبت النازحين السوريين فـ”شمّعوا الخيط وفركوها”.. فيما أصحاب الحق صامدون في “أرضهم مستر عرضهم” ومالهم ورزقهم..
لكن هذا التهويل الصهيوني زامنه تهويل من نوع أخرى.. يتواتر بشكل يومي بين أروقة القصور واللقاءات والمجالس الخاصة.. ومنه الكثير الكثير ما يتسرّب إلى الإعلام عن قصد وبفعل فاعل.. أو عن غير قصد ولكن أيضاً بفعل فاعل ومتقصّد..
ومن هذه التهويلات ما يُنسب إلى “دبلوماسي غربي” زار بيروت مؤخراً وأكد أنّ الخطر على لبنان كبير، والوضع الأمني على وشك الانتقال من مرحلة السجال إلى مرحلة الاشتباك، لكن هذه المرحلة اشتباكاً أكثر التحاماً، خاصة بعد ما جرى في بلدة مصياف السورية، التي شهدت إنزالاً صهيونياً، ما يوحي بأنّ “إنزال مصياف” قد يكون “بروفا” لإنزال مماثل في لبنان، لكن طبعاً ليس على الجبهة الجنوبية، المزروعة برجال الحزب.
كلام التهويل والتخويف، ارتفعت وتيرته مع إشاعة أجواء عن إمكانية اعتبار الإنزال المرتقب بداية لمرحلة جديدة من الرد الحزبي، أو مواجهة مباشرة يترصّد لها عناصر الحزب تحسباً لاحتمالات حصول الانفجار الكبير.
هذا الكلام ربطته أوساط مطلعة بمنشور لرئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط عبر حسابه الخاص في “إكس”، حين اعتبر أنه “وفق كلّ التوقعات يبدو أنّ الحرب لن تنتهي، وإننا فقط في بدايتها. كما يبدو أنّ المشروع الصهيوني لن يقف عند محاولة إزالة غزة، بل سيستمر في الضفة استكمالاً لوعد بلفور والرؤية التوراتية”.
وختم جنبلاط: “لذا، فإن حماية الأردن ضرورة. وكفى التفكير بأن السلم الإبراهيمي هو الحلّ. أما لبنان، فالتسوية هي الحلّ”.
وأمام كلام “البيك” هل نحن أمام تهويل؟!، أم معلومات أو تحليل استراتيجي، كل الطرقات توصل إلى طاحون أن الحرب قادمة بوجه جديد، لكنها تبقى حرباً، فلماذا لا نصل إلى التسوية قبل وقوع الحرب، ونرحم العباد من حرب الإعصاب التي أنهكتهم؟!
مصطفى شريف- مدير التحرير