خاص شدة قلم: بعد مسرحية “أبو ليرة”.. ماذا عن أموال المودعين: مخطط من النوع “الإبليسي”؟!

وصل “أبو ليرة” إلى “النيابة العامة التمييزية” رافعاً شعار “شوفوني حبّوني.. أنا بطل جيت لحالي”.. لكنه لم يلبث بعد ساعات أن غادرها “مزمجراً” ومطأطأ الرأس.. بل حاول إخفاء الأصفاد التي كبّلته بسترته..

هذا “الرياض سلامة” مختلف تماماً.. عن ذاك الذي خرج قبل عام.. من “المقر الرئيسي لمصرف لبنان المركزي” بـ”الطبل والزمر.. وزفة عرضها عرض البحر”.. وكأنّه بطل الأبطال “سرق ونهب ومَلْيَنْ”.. ثم “شمّع الخيط”..

لكن فجأة “هوت أوراق ستره”.. رماه “اللاعبون الكبار من خلف الستار” كـ”كبش فداء”.. يتخلّصون بحرقه من ذنوبهم.. ويعلّقونه على خشبة خلاصهم.. وليس خلاص الشعب اللبناني الذي هدروا جنى عمره المنهوب..

ملف رياض سلامة “لا هو انتصار للقضاء ولا هو هيبة للدولة”.. بل “قدرة قادر” من تحت الطاولة ارتأت ضرب اللبنانيين “إبرة مورفين” جديدة علّها تخدّرهم.. وتتيسّر عمليات الـHairCut لودائعهم الأسيرة خلف قضبان زنازين القطاع المصرفي اللبناني عموماً..

“أبو ليرة بخير” لا يُحاكم بسرقة ونهب المال العام والخاص على السواء.. بل يُحكام بواحدة من أصغر القضايا التي لا تزيد عن 110 ملايين دولار تم اختلاسها بذريعة إعداد دراسات ورسالات استشارية من أجل النهوض بسياسة البلد المصرفية..

فيما الجرائم الأكبر التي تقدر بمليارات الدولارات والتي كبّدت خزينة الدولة عجزاً لامس نفقات الدول الكبرى إنتاجاً وتصديراً.. فيما نحن لا نزال في بلد مُستهلك من الدرجة الأولى.. وإنتاجه لا يزيد عن تصدير الأزمات والمشاكل..

ليبقى أن “مسرحية توقيف رياضو” ستعبر وسيعبر معها مخططان أحلاهما مُرّ ودموي.. الأول جهود للبت بملف الإفراج عن أموال المودعين، ولكن منهوبة بأكثر بما يعادل 45%.. “واللي مش عاجبوا يشرب من البحر”..

لكن المخطط الآخر فهو من النوع “الإبليسي”.. بل حتى الشياطين قد لا تفكر به.. ويتمثل بسيناريو مُحكم يتم في ختامه “الإفراج بسند إقامة” عن “أبي ليرة بخير” بعد انتهاء أيام توقيفه الأربعة على ذمة القضية، وتمر الأيام والأسابيع والأشهروحتى السنوات.. و”يعيش يا كديش” حتى صدور الحكم بإدانته خارج محبسه.. لكن أمر الشياطين سيكون قد نُفّذ واختفى أثر إبن “السلامة”.. وسلّملي على أموال المودعين!!

هذان السيناريوهان اللذان تخوّفت منهما أوساط المودعين، أكدت أنهما قد يكونان أبشع مصير لأموالهم، فإما أن يرضوا بأقل من النصف أو أن لا يصلوا إلى أقل من الربع، من استمرار “قطّارة” المصارف بتسييل أموالهم قطرة قطرة.. فما الحل؟!

مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة