خاص شدة قلم: “السيّد” يرهب أبناءنا.. “اسكتي بدي اسمعه يمكن يصير حرب”!!

صَرَخَتْ والرُّعبُ يُرجِفُ صوتها.. “اسكتي يمكن يصير حرب”.. إنّها ابنتي الكبرى ذات السنوات الثماني.. نَهَرَتْ أختها لرغبتها بالاطمئنان على الغد المُظلِم.. وهل سيُعلن “الأمين العام” ردّاً على العدوان الإسرائيلي يُشعل فتيل حرب لا تُبقي ولا تذر..

لم أُعقّب ليس لأنّني لا أريد.. بل لأنّني صُعقت وتألّمتُ.. وعيناي توثّقان الخوف المُتدفّق من من بين شفتَيْ طفلتي.. التي على وشك أنْ تتفتّح زهرة مُقبِلة على الحياة.. لكن الخوف المتسلّل إلى عمق الفؤاد يسعى لإطفاء شمعتها المنيرة..

رأيتها والألم يعتصرني.. تعيشُ الخوف على إيقاع “صلية” جدار الصوت الخارق لأجواء بيروت.. حتى أنّها للوهلة الأولى كظّمت خوفها الذي فضحته عيناها من جديد.. وراحت تُهدّئ من روع أختها الصغرى قائلة: “ما تخافي يا عمري.. هيدي طيّارة شوي وبتروح من السما”..

أي زمن هو هذا الذي تدفع فيه الطفولة ثمن عبث مَنْ يعتبرون أنفسهم كباراً؟!.. يُنصّبون أنفسهم قيادات وزعامات.. وما هم إلا فُجّار يتاجرون بمصائرنا.. فيعرضون أيامنا المليئة بالمصائب في أسواق نخاستهم.. ويتقاضون مقابلها أغلى الأثمان يرصّون الكنوز طبقات طبقات.. ويتسيّدون الأمم ويتحاربون.. فيما وقود حروبهم “نحن وأطفالنا وغدنا معدوم الملامح”..

من طهران إلى واشنطن.. من “لعبة القرن” إلى “الشرق الأوسط الجديد”.. ومن “الربيع العربي” إلى “الهلال الشيعي”.. ومن إلى وألف من وإلى.. ونحن لسنا أكثر من بيادق على رقعة الوجود المُعفّر بدمائنا المهدورة.. من أجل أجنداتهم ومُخططاتهم وأهدافهم الشيطانية..

إبنتي فلذة كبدي.. سامحيني لأنّني أحضرتك على هذه الحياة.. في بلدٍ مسلوب الإرادة وممزق الأهواء.. تتلاطمه أمواج الطوائف والانتماءات والأطماع.. والأجندات الخارجية والمُخططات التي يرسمها “مايسترو” شيطاني “لا يعرف الله أو يتّقيه”..


مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة