بين الجبل والضاحية: القلوب المليانة و”رمّانة” الإيجارات… “ما بدنا نأجركن”!

ارتفعت أصواتٌ شيعيّة في الأيّام الأخيرة تشكو ممّا سمّته استغلالاً من أبناء الجبل لوضعهم، عبر رفع بدلات الإيجارات التي وصلت الى ٢٥٠٠ دولار أميركي لشقّة كانت تؤجّر بـ ٥٠٠ دولار. أسعارٌ يقول أصحابها من خلالها: “ما بدنا نأجّركن”.

عقدت الأحزاب الدرزيّة الثلاثة والحزب السوري القومي الاجتماعي اجتماعاً للبحث في هذه المسألة، وكانت بيانات وتشديد على الوحدة الداخليّة والتضامن بين أبناء البلد الواحد.

من المؤكّد أنّ استغلال الظرف الصعب الذي يعيشه، خصوصاً، أبناء الضاحية الجنوبيّة غير مقبول. ولكن، ثمّة ملاحظتين في هذا الإطار:

الأولى، يُفترض أنّ الأحزاب لا علاقة لها بقيمة الإيجارات، إذ أنّ كلّ صاحب عقار يمكنه تحديد السعر الذي يناسبه والذي يخضع للعرض والطلب.

الثانية، من يعيب على أهل الجبل الاستغلال نسي استغلالاً مورس في مناسباتٍ كثيرة، أهمّها عند انفجار مرفأ بيروت حيث قام شبابٌ بطلب مبالغ ماليّة بمئات الدولارات لقاء نقل جرحى على دراجاتهم الناريّة إلى المستشفيات. ذهب آخرون أكثر في الاستغلال إذ سرقوا منازل تعرّضت لأضرارٍ بسبب الانفجار عينه.

لا نقول ذلك لنبرّر استغلالاً اليوم، بل لنقول إنّ بيئة حزب الله لم تقصّر مع آخرين في مناسباتٍ كثيرة لم تأبه فيها للتضامن الوطني. ولا ينسى أهل الجبل تاريخ ٧ أيّار أبداً، ولن ينسى كثيرون تعرّضهم للضرب حين تظاهروا في انتفاضة ١٧ تشرين.

الوحدة الوطنيّة مطلوبة، ولكنّها ليست لائحة طعام نختار منها ما نريد. فإمّا أن يمارسها الجميع في الأوقات كلّها، أو فليكفّ المتحدّثون عن الاستغلال عن الشكوى.

MTV

مقالات ذات صلة