خاص شدة قلم: 4 آب.. دماء بيروت لا تزال على الأرض!!
إنّه الرابع من آب 2024.. إنّه الرابع من آب 2020.. أربع سنوات مرّت وعادت الحياة إلى دورانها ولو عرجاء.. أو وجهها ملطّخ بآثار الجراح وبقايا الوجع.. إلا أنّها بيروت التي لا تموت..
نعم بيروت رغم كل ما يعبثه سياسيّوها وأحزابهم وتياراتهم بها.. لا تزال مسلّحة بإرادة الحياة والصمود والانتصار على الألم.. بيروت الفرح والعرس والعودة إلى الحياة مُصرّة على الوقوف في وجه بيروت الدمار والانكسار والدماء والبكاء..
توقيت الرابع من آب 2020 غدر بيروت.. وأوقف ساعات زمنها عن الدوران أياماً وشهوراً علَّ من يمتلكون الشرف يغادرون كراسيهم أو يتحرّكون من أجل الحقيقة لدماء أكثر من 200 بريء هدرت.. وأضعافهم من الجرحى وخراب حوّل نصف العاصمة إلى مدينة موت..
تمام السادسة و8 دقائق انقلبت الصورة وتبدّل المشهد.. ووقف العالم أمام ثالث أضخم انفجار عرفه التاريخ بعد إلقاء القنبلة النووية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين وانفجار المفاعل النووي تشيرنوبيل الأوكراني..
استمرّت الحياة ورفع الأهالي رايات المطالبة بالحق.. وتوالت التظاهرات والاعتصامات وحتى المواجهات والاعتقالات.. ولكن حتى اليوم لم يُرم شخص واحد خلف قضبان السجن.. بل من اعتقلوا من المسؤولين الأمنيين أفرج عنهم.. و”راحت على اللي راح”..
يستعيد الأهالي الوجع والألم اليوم.. يستعيدون الذكرى التي لم ينسوها أبداً.. يستعيدون الصورة الموجعة الراسخة في القلب والوجدان.. في ظل سمسرة تجار البلد بقضيّتهم وتأجرح المصالح وتقاذف الاتهامات.. فيما دماء بيروت لا تزال مرمية على الأرض وشاهدة على الطغيان!!
مصطفى شريف- مدير التحرير