شيرين… حان وقت الاستراحة!

وكأنّه نزاع سياسي. هكذا يمكن وصف الجدل المستمر حول الحالة الصحية والنفسية للمغنية المصرية، شيرين عبد الوهاب. أطراف تتنازع، وبيانات من كل حدب وصوب، وأخبار تُنفى على مدار الساعة، وشائعات يصدّقها الناس مهما كان مستوى التكذيب.قد يكون كل ما سبق هو الدافع وراء البيان الأحدث الصادر عن طبيب شيرين، نبيل عبد المقصود، الذي سبق أن تولّى إدارة أقدم مستشفى حكومي في مصر (القصر العيني) ويعدّ من أشهر معالجي الإدمان في المحروسة.

الطبيب الذي طالته أيضاً شائعة ارتباطه بشيرين، خرج عبر فايسبوك ليؤكد أنّ «بعض» المعلومات المتداولة حول صاحبة أغنية «مشاعر» غير صحيحة. استخدام كلمة «بعض» وليس «معظم» يحمل إشارة إلى أن غالبية الأزمات المتواترة لها أساس من الصحة، لكن عبد المقصود مضى مؤكداً أنّ شيرين تحت رعايته منذ عشرين يوماً، وأنّها تتحسن بانتظام وتسعى إلى العودة من جديد إلى جمهورها وحفلاتها وإصدار ألبوم. وأكّد أنّ عبد الوهاب «متعاونة ومتجاوبة طبياً، ولديها رغبة داخلية قوية في الشفاء، وأنّها تحتاج حالياً إلى دعم وتأهيل وراحة ومساندة اجتماعية إيجابية».

بالتزامن مع هذا، قالت الإعلامية لميس الحديدي، عبر إكس، إنّها تلقت رسالة صوتية من شيرين طمأنتها فيها على حالتها الصحية، وأنّها تسعى إلى عودة قريبة غير أنّها الآن بحاجة إلى «أخد بالها من شيرين أوّلاً».

سبق هذه التطمينات بيان صحافي صادر عن مكتب محامي شيرين، ياسر قطنوش، ينفي قطعاً أنباء عودتها إلى طليقها الملحن والمغني المصري، حسام حبيب. لكن البيان استخدم جملة لافتة مفادها أنّها «تكنّ له كل احترام»، تتناقض بشدّة مع ما تردّد قبل أسبوع عن تحريرها محضر تعدٍّ ضده، وتسريب حبيب لفيديو يظهرها في حالة عصبية غير مسبوقة، فضلاً عمّا قاله عن تصرّفاتها مع بناتها وكل التفاصيل التي ولّدت شعوراً بالملل لدى الجمهور من متابعة القضية برمتها. وبات المتابعون يرون أنّ لكل جديد فيها ظلال سياسية، إذ عادةً ما كانت أجهزة الدولة ترفع الأسعار بالتزامن مع أزمات شيرين وحسام في عام 2023، لكن المفارقة أنّ الأسعار الآن شبه استقرت فيما الاضطراب يطال صاحبة أغنية «جرح تاني» كل حين.

بيان الطبيب حول خضوع شيرين للعلاج تحت إشرافه منذ 20 يوماً، جاء ليفسر سبب إلغاء حفلاتها، بدءاً من دبي في حزيران (يونيو) الماضي، وصولاً إلى سهرة بيروت التي كانت مقررة في 20 تموز (يوليو) الحالي وإسطنبول في 3 آب (أغسطس) المقبل. إلغاءات أكّدت أنّ صاحبة أغنية «نسّاي» وصلت إلى مرحلة من عدم القدرة على الوقوف أمام الجمهور، وأنّها بحاجة إلى علاج فعال وممتد من دون أزمات جديدة.

لكن رغم ذلك، فإنّ علامات الاستفهام لا تزال تُرسم مع كل أزمة. فلو أنّ عبد الوهاب تخضع للعلاج منذ ثلاثة أسابيع تحت رعاية مباشرة من عبد المقصود، فمتى وكيف حدث الاشتباك الأخير مع حبيب؟ ولماذا تحرص في بيان رسمي على إظهار الاحترام له، فيما العلاقة مع شقيقها وأمّها لا تزال مقطوعة؟ ومن يرعى شيرين فعلياً إذا كان الزوج السابق والشقيق في نزاع مستمر حولها؟

حرب مستمرّة على ما يبدو، ضحيتها الأولى المغنية التي باتت تحتاج إلى استراحة طويلة، بشرط أن يقبل باقي الأطراف إرجاء استكمال النزاع حتى تستعيد عافيتها وتكون قادرة على فك الاشتباك، وإلّا استحالت شيرين نفسها إلى حالة ميؤوس منها ينظر إليها الجميع بأسى العاجز عن الإنقاذ.

لبنى سليمان-الاخبار

مقالات ذات صلة