خاص شدة قلم: عندما يكون التخلّف نعمة..مَنْ قالَ بأنّ سياسيينا لا يريدون صالحنا: “كراود سترايك” شاهد!
أحياناً “شرٌّ البلية ما يُضحك”.. لاسيما في ما عايشته دول العالم أمس الأول الجمعة من عطل طرأ على شركة “مايكروسوفت” العالمية.. تسبّب بشلل الكثير من المصارف وشركات الاتصالات والمستشفيات وأهم المراكز في المعمورة.. وخصوصاً المطارات التي تخبّطت حركة الإقلاع والهبوط وحتى الترانزيت في معظمها.. وتوقف عن العمل اللهم إلا مَنْ أنقذه سبب من اثنين..
*السبب الأول لعدم التأثر ولو بنسبة واحدة في المئة بما جرى من هزّة إلكترونية عالمية.. هو اعتماد الدول المتطوّرة جدّاً كـ”الصين”.. على نُظُمها الإلكترونية والاتصالاتية الخاصة.. ولا تستخدم أجهزة لا “مايكروسوفت” ولا حتى “آبل ماكنتوش”..
*أما السبب الآخر – والأهم – فهو “تخلّفنا”.. نعم إنّها “نعمة التخلّف” التي لم تسمح بإلحاق الأذى بالدول الرجعية “متل حضرتنا”.. بحيث لا نزال نعمل Manuel.. وما زالت أجهزتنا غير متصلة بالشبكة العنكبوتية العالمية.. إلا ضمن نطاق ضيّق جداً يسمح فقط بالمراسلات والاطلاع على حركات الطيران العالمية..
لذلك نجا – والحمد لله – مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أمس الأول.. من كارثة كانت قادرة فعلاً على شل حركة الملاحة الجوية.. وتوقف المطار عن العمل وعرقلة الرحلات.. ودخلنا في معمعة لا تزال كبريات الدول المتقدّمة تسعى إلى حلّها منذ حوالى 48 ساعة.. ونحن أعجز من أنْ نحل أزمة كهرباء المطار ومكيّفاته و”العرق المزرزب من “المسافرين”.. إضافة إلى العرقلة والازدحام والأهم “سلّملي عالنضافة”..
نصف ساعة من الزمن – هي الفترة التي أعلن رئيس المطار فادي الحسن عن أنّنا تعرّضنا خلالها للأزمة – نظرت “عين الرب” إلى البلد المنكوب أصلاً .. وأنقذتنا من مجهول لو دخلناه وحده الله كان أدرى بما سيلحق بنا.. فما هو “فيروس” ولا “هجوم سيبراني” بل “خلل برمجي”، وقع خلال تحديث نُظّم أكبر منصة عالمية للأمن السيبراني “كراود سترايك” والمرتبطة بشركة “مايكروسوفت”.. ما أسفر عن سقوط كل السيرفيرات في العالم.. وتعطّل أجهزة الكمبيوتر المعتمدة على نظام “Windows”..
“قطوع ومرق”.. وللمرّة الأولى نقول الحمد لله على تخلّفنا وجهلنا.. وتأخّرنا عن أمم الأرض في التقدّم والتكنولوجيا.. ومَنْ قالَ بأنّ سياسيينا وزعامات البلد لا يريدون صالحنا؟!.. أنظروا ما جرى أكبر دليل على قلوبهم الحنونة والعامرة بالدفء في عز فصل الصيف الحار.. حرمونا الطاقة والتقدّم .. لكنهم يسّروا مهمة وصول المغتربين.. ليستأنسوا بحملة وزارة السياحة “مشوار رايحين مشوار”.. و”يشمّوا الهوا بلا ما تضربهم سفقة هوا”.. “ضربة تسفق قلوب مسائيل هالبلد من الكبير للزغير”..
مصطفى شريف- مدير التحرير