خاص شدة قلم: عن التطبير.. لا تهدروا الدم الزكي حراماً!!

اليوم هو العاشر من محرّم.. في مثل هذا اليوم قبل 1344 عاماً صمت صليل السيوف وانقشع غبار “واقعة الطف”.. ولمَنْ لا يعرف ما هي “واقعة الطف”.. إنّها معركة الحق واليقين في مواجهة الظلم المستطير.. هي مواجهة سيد الشهداء سبط الرسول محمد (ص) الإمام الحسين مع أزلام الخليفة الأموي يزيد بن أبي سفيان..

يحل هذا اليوم من العام 2024 والدم شلال مفتوح من غزة إلى جنوب لبنان.. في مواجهة جديدة بين الحق والباطل وبين أهل الأرض والمستوطن الملعون.. وفيها سفكت دماء عشرات الآلاف من الشهداء الأبرياء.. ومثلهم من الجرحى على مختلف الجبهات..

ولكن.. هذه المقدمة الطويلة ليست لا لسرد السيرة العاشورائية.. ولا هي للمقارنة مع العدوان الصهوني المستمر على غزة منذ الـ8 أكتوبر 2023.. بل لأذكّر كلَّ من لا يريد أن يفتح عينيه بأنّ الدم مازال مسفوكاً.. وما من داعٍ إلى رفع منسوبه ببدعٍ ما أنزل الله بها من سلطان..

بدعة “التطبير” التي اقتبسها تجار فرس من بعض مسيحيي بلاد القوقاز (جورجيا، أرمينيا، أذربيجان والشيشان).. الذين كانوا يقومون بتعذيب أجسادهم فداء للسيد المسيح.. وهو ما رفضته الكنيسة الكاثوليكية أيضاً لأنه للجسد حرمته..

وأوّل ما طبّق التجار هذه البدعة كان خلال زيارة إلى ضريح “غريب طوس” الإمام الثامن من الأئمة الإثني عشر في المذهب الجعفري.. الإمام علي بن موسى الرضا.. وتناقلت الأجيال البدعة وتوارثوها من إيران إلى العراق.. وصولاً إلى كل بقعة يتواجد فيها أتباع المذهب الشيعي..

“لا للتطبير.. التطبير حرام” ومرفوض في كل المذاهب والأدياب.. لذلك ما من داعٍ اليوم لنُعيد هدر الدم الزكي كما أُهرق دم الإمام الحسين وأهل بيت رسول الله بسيوف ورماح الطُغاة..

بدل هدر الدم حراماً تبرّعوا به للجرحى.. قدّموه للمنفعة وللمرضى.. تكسبون الأجر والثواب.. ناهيك عن الدم الذي هُدر سدى ما بين حيَّيْ معوَّض وماضي في الضاحية الجنوبية ليل السبت الأحد..

فلا داعي لمواصلة فرط القوة والجبروت.. وكم كانت جملة صور المضائف العاشورائية.. فلتكتمل الصورة بفعل الخير.. مثلما وزّعتم عن روح “أهل البيت”.. اليوم تبرّعوا بدمائكم فداءً لأهل البيت..

وعلى سيرة “فرط القوة” لن أتطرق إلى قطع الطرقات “وبالقوة”.. وتحويل العديد من المناطق البيروتية إلى مُربّعات أمنية محظور على الغريب العبور فيها.. كل ليلة خلال المجالس العاشورائية على مدار الأيام العشرة التي انقضت.. وفي الختام “عظّم الله أجركم”..

مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة