خاص شدة قلم: طهران انتخبت رئيساً في 18 يوماً.. وبيروت تصارع طواحين الهواء!

 

19 أيار (مايو) 2024 – 6 حزيران (يونيو) 2024.. 18 يوماً فقط لا غير بين مصرع الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي وانتخاب خلفه مسعود بزشكيان.. إصلاحياً كان أم محافظاً لا فرق.. بل ما يفرق معنا كلبنانيين أبعد بكثير ممَّنْ سيستلم السلطة الإيرانية..

عام و8 أشهر ونحن كلبنانيين دون رئيس جمهورية.. والسبب تعنّت “محور الممانعةة” المهيمن على البلد.. بحكم استقواء “ذراعه اللبنانية” بسلاحها المتفوّق على سلاح الدولة.. بل تجاوزه بأشواط من مُسيّرات إلى صواريخ ومدرّعات وراجمات متطوّرة.. وحتى أحدث المطارات العسكرية في العمق الجنوبي..

كل هذا.. وهذا المحور مُتمثّلاً بـ”ثنائيته الشيعية” أضاع أكثر من 4 أشهر للبوح عن اسم مرشّحه في مواجهة العديد من الأسماء التي ترشّحت من هنا وهناك وهنالك.. منها الوازن ومنها مَنْ يتسلّى ومنها من يحلم بـ”فلتة شوط وضربة حظ”..

أكثر من أربعة أشهر استلزمت إيران لـ”بق البحصة” – على رأي سعد الحريري – والكشف عن مرشّحها لرئاسة الجمهورية في لبنان.. طبعاً على لسان قائد فيلقها اللبناني سماحة الأمين العام.. غير عابئين بشغور المنصب الأول في البلد الغارق بوحول انهيار اقتصادي متفاقم أكثر فأكثر.. ولا مهتمين بتضييع حياة الشعب تلبية لرغبات وأجندات “الولي الفقيه”.. الذي اعتمد لبنان منصة لتوجيه الرسائل إلى “الشيطان الأمريكي الأكبر”.. بينما واقع الحال “أحفاد الفرس” انتخبوا رئيساً لبلدهم على مرحلتين وفي أقل من شهر..

أي والله إنّه الحرام بعينه بل هو الظلم بكل ما للكلمة من معنى.. إيران تحاول أنْ تثبت للعالم قدرتها على منع دولتها من الانهيار.. بل تأكيد أنّها دولة “ديمقراطية” وأمنها ممسوك وعصية على الاهتزاز رغم المُصاب الجلل.. لأنّ الشخوص تمضي من مناصبها لكن الوطن والدولة والكيان وحدها الباقية..

الشعارات الإيرانية “كلام حق” لكنه مليء برسائل الباطل.. فهم مازالوا يعطّلون وصول رئيس غير موالٍ لهم إلى سدة الرئاسة اللبنانية.. ويهيمنون على سلطان بشار الأسد في سوريا.. وينشرون الإرهاب في العراق ويدّعون محاربته.. وسرقوا السلطة في اليمن وحوّلوا البلد من “اليمن السعيد” إلى “الإرهابي العنيد”.. أما “حماس” وغزّة فأكبر من قضية وأوسع من ذراع تحارب إسرائيل.. من خلال دويلة تحاول اغتصاب الدولة الفلسطينية “المراقبة” أممياً..

وماذا بعد؟!!.. ماذا بعد والشلل امتد إلى معظم الإدارات الرسمية عسكرية ومدنية في لبنان.. وأصبحت معظم المناصب الأولى التي تحتاج إلى توقيع رئيس الجمهورية.. إما بالوكالة أو مُمدّدة خدمات قياداتها.. ولن أغوص في مفاهيم الدولة والدويلة.. و”سلطان الزعران” وتفشّي السلاح والكبتاغون وسواها من “البلاء الأعظم”..

بل كل ما سأقوله: “لو عنّا رجال كان حال البلد غير”.. لكن للأسف القيادات اللبنانية “عبيد” أسيادهم أصحاب الأجندات لأي محور انتموا.. ولأي أهداف أو أغراض سعوا.. و”نحن شعب ميت لا صوت له”.. 

مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة