خاص شدة قلم: إعلام التهويل و”الموت القادم على صهوة الصهيونية”: إرحموا البلاد والعباد!
نعم إنّها “طبول الحرب” التي نسمعها.. لكن قرعها ليس أكثر من عويل إعلامي.. يرفع منسوب “الأدرنالين” في “القلوب الواجفة”.. ويُسعّر الحرب النفسية على اللبنانيين.. فلا ترى أحاديث “مجتمعية” إلا وشعارها الأعلى “بالنسبة لبكرا شو؟!”.. والأنكى أنّه في ظل حرب التخوين واختبارات الدم.. وتوزيع شهادات الوطنية والعمالة.. تأجّجت حرب السفارات في بيان من هنا وتغريدة من هناك..
نعم وكأنّه تضامن دولي “على” لبنان.. لا يريدون لهذا البلد أنْ ينهض من كبواته.. وحتماً ليس هذا “التضامن السلبي” وليد الصدفة.. بل هو نتيجة استغلال فشل “إعلام مريض”.. ساهم من حيث يدري أو لا يدري.. بنقل الصورة المشوّهة وأفلام الرعب اليومية.. والتهويل بعظائم الأمور التي ستعصف بالبلد.. رغم أنّ مَنْ يتابع حركة المطار يرى “بأم العين” زحام الوافدين إلى لبنان.. وجُلّهم من المغتربين الذين يأملون قضاء صيف واعد وممتع مع الأهل والخلان..
بل ورغم كل ما تعانيه القرى الحدودية من الجنوب الصامد.. فإنّ صيدا، صور، النبطية مطاعمها ومقاهيها وحتى مسابحها وقاعات أفراحها.. عامرة بالمؤمنين بقيامة هذا البلد مهما جار عليه إعلام تافه.. يهوّل ويضخّم معدلات الرعب.. وعبارات “الموت القادم على صهوة الصهيونية” خدمة لأجندات وحده الله عزّ وجلّ أعلم بها..
من هنا وبعيداً عن مُهاترات مقاطعة فئة مذهبية للقاء مسيحي.. أو بعيداً عن عرقلة وصول “إسم” من المريخ إلى “كرسي بعبدا”.. الذي أكله الغبار وعشعشت في جنباته العنكبوت.. فإنّ البلد برئيس أو دون رئيس أصبح في “قعر المهوار”.. والمواطن يستجدي الحياة الشريفة ليس أكثر..
ليبقى أنّ المطلوب اليوم التهدئة.. وتخفيف الإعلام من مستويات الرسائل الإخبارية المُهدِّدة والمتوعّدة وحُسن اختيار المُفردات.. التي وإنْ كان الكون أجمع “يبصم بالعشرة” على همجية بنيامين نتنياهو.. وقد يفعلها في أي لحظة ويشن حرب اللحظات الأخيرة “علي وعلى أعدائي”.. إلا أنّه لا بُدَّ وأنْ يتروّى الإعلام المحلي.. ويبتعد عن “التشنيج” رأفة بالناس.. ألا يكفيهم طبقة حاكمة “صار بدها حريق”.. تتسوّل المناصب في سبيل المكاسب؟؟؟؟
مصطفى شريف- مدير التحرير