خاص شدة قلم: أحدث النهفات وغصبا عن راس الكل: لو لم يفتحوا جبهة إسناد كان العدو في بيروت!

يعني لست أدري من أين أبداً.. وأنا أكتب كلماتي والضحك لشدة السخرية يتملكني.. على قاعدة “شر البلية يتسبب بالإسهال الحاد.. وليس ما يُضحك”.. إذ سمعتُ كلاماً ممجوجاً ومتكرّراً وحجّة واهية لتصرّف أرعن على قاعدة “لو كنتُ أدري”.. أو “لو ما عملنا هيك.. كان صار هيك”..

وأحدث النهفات ما قاله أحد “المحلولين سياسياً” وتناقلته عنه مصادر وأوساط وجهات مختلفة.. يعني “كذب بكذب” أنّه لو لم يفتح حزب الله “جبهة إسناد لغزة” في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.. لكان لبنان يعاني اليوم اجتياحاً وحرباً إسرائيلية جديدة.. لكن معلومات الحزب الاستخباراتية استبقت الأمر وشنّت هجوماً مُضادّاً لجمت فيه كل أفكار نقل الحرب إلى بيروت..

إلى متى سنبقى نعيش هذا الدجل؟!.. إلى متى كُلّما حُشروا في “خانة اليك” يرفعون رايات البراءة.. وأنّهم لم يُقدِموا على الأفعال بل اقترفوا ردود أفعال استباقية؟!.. توفيراً لأمن اللبناني وحماية أرضه ووطنه من الاعتداء والاغتصاب والفتك بها؟!

إلى متى سنبقى نعيش تداعيات أفعالهم.. بداية من انقلاب 7 أيار 2008 على الدولة.. وخطف بيروت بقوة السلاح.. والذريعة خطة حكومية للانقلاب على سلاح الحزب.. فسارعوا إلى استخدامه ضد إخوانهم في البلد.. إن كانوا يحفظون للأخوة من مطرح؟!

ثم أدخلونا في معمعة الحرب السورية.. وفتحوا جبهات في الجرود مع الجماعات التفكيرية.. وتسببوا بعمليات اختطاف وإعدام شهداء.. والذريعة لو لم نتدخل لكان تنظيم “داعش” الإرهابي وإخوانه يتجولون في طرقات بيروت.. بعد إعلانها إمارة لدولتهم الإسلامية..

لنصل إلى مزاعم اليوم عن استباق الاجتياح الإسرائيلي للبنان.. فكانت جبهة الإسناد التي كيّفوها هذه المرة مع نفس الذريعة ولكن في مواجهة العدو الصهيوني.. الذي أصلاً لم يعر بالاً لا للبنان ولا للبنانيين.. وتركيزه الأساسي كان على غزة.. لكن العار ثم العار لا بد من نقل الدمار إلى بلدنا الذي اعتاد كل كم سنة إعادة الإعمار..

ولا ننسى بين هذه الجولة وذرائعها وتلك الجولة وذرائها أيضاً.. يطل “أمينهم” مرّتين ليقول “لو كنتُ أدري”؟!.. إلى متى ستستمرون بادعاءاتكم الواهية ومناصراتكم التي لا تجلب إلا الموت والدمار.. لم نعد نستطيع احتمال صوت طرقة باب قوية فكيف بحرب تستجرونها لإثبات “فائض قوّتكم”.. لكن “لا تندهي ما في حدا” يأتيكم الأمر الإلهي من الولاة العلى.. فتسارعون إلى تنفيذ الأجندات شئنا أم أبينا بل “وغصبا عن راس الكل”..


مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة