خاص شدة قلم وبالفيديو: “اعطيني المفتاح من فضلك”..والدمع على فلسطين المتدفّق إلى يوم الدين!
“اعطيني المفتاح من فضلك”.. والدمع ينهمر من عينيها على الوجنتين.. يحرق عمر طفولة تبكي ليس جدران منزلها أو نوافده وبابه.. بل تبكي وطناً مُغتصباً لا يستر الأحلام ولا يُبلسم الآلام.. تبكي دمية حملت ذكرياتها وآمالها وضحكاتها.. ومستقبلاً ضائعاً وتاريخاً مسلوباً وآملاً مفقوداً..
طلبتْ مفتاح منزلها من تحت أنقاض ما تبقّى من غزّة العِزّة.. علّه يكون ذكرى تحملها معها إلى حيث التشرّد والشتات.. أو رباطاً مُقدّساً يُعيدها يوماً إلى مسقط رأسها مهما طال الزمن.. أو أبعدت بينهما المسافات..
سألته والعينان تسألان الوجع: لماذا نحن أطفال المشرق العربي قُدّر لنا الموت صمتاً؟!.. لماذا حملنا لعنة الأمم ونتوارثها من جيل إلى جيل.. نُقدَّم قرابين على مذابح الكبار.. الذين يكدّسون أمجاداً زائفة.. والمجد الحقيقي لنا نحن أطفال الحجارة.. نحن الذين سُرقتْ طفولتنا من الأرحام.. فتجرّعنا الموت والهم والترحال من صدور أمهاتنا.. وتعلّمنا الوجع والنضال والمطالبة ولو كان الثمن موتنا عزّة وكرامة..
ولكن أي عِزّة و”أهل جلدتنا” يتاجرون بنا؟!.. قضيّة ومكاسب ورهانات وسماسرة من تحت الطاولة.. بل أصبحت كل اللعب على المكشوف.. سقطت براقع الخجل وكُشفت عورات المراهنين على موتنا.. وأثبتنا للعالم أجمع أنّنا للصبر عنوان و”أيوب منّا لحم ودم”..
جيل خلف جيل نتوارث المفاتيح.. لكن لا الأرض بعدها تلك الأرض.. ولا الحجر لا يزال هو نفس الحجر.. إلا أنّ النفس والهواء والروح كانت ولا تزال وستبقى إلى الأبد.. من ها هنا هويتنا.. وإلى ها هنا مرجعنا.. منها سنعبر إلى السماء وفيها سنُحشر يوم الدين.. ومنها سنرفع راية الحق.. لكن اليوم لا يسعنا إلا الأمل.. والأمل اليوم ضائع منكوب تتآكله “كلاب الدول”..
هل ستكون هذه الطفلة آخر الباكيات على أرض وتاريخ وحلم وعمر أضاعته الصهيونية العالمية.. بالتعاون مع “صهاينة الدار الواحدة” سؤال طرحته على نفسي.. لكنّني لم أجد جواباً إلا أنّ أهل فلسطين كُتب عليهم الشقاق إلى يوم الدين!!
مصطفى شريف- مدير التحرير