تكهنات كثيرة بلا أساس: متى يمكن القول ان الحرب بدأت؟

مع التصعيد الكبير على الجبهة الجنوبية، ولا سيما في ضوء كشف “حزب الله” عن بعض أوراقه من العتاد العسكري، إن كان بالمسيرات الانتحارية أو بمنظومات صواريخ جديدة كـ “فلق” و”ألماس”، بالاضافة إلى دفاعات جوية يمكنها إسقاط المسيرات، يتزايد هاجس الحرب الشاملة بين لبنان واسرائيل، ويمكن ملاحظة استعداد الرأي العام الاسرائيلي لهذا الأمر في الفترة الأخيرة، فيما الحزب يتقصد تنفيذ هجمات “نوعية” كي يظهر لاسرائيل كيف سيكون مشهد الحرب الموسعة اذا شنتها على لبنان.

وفيما تنتشر التحليلات عن موعد هذه الحرب، بين من يقول في منتصف حزيران الجاري، ومن يقول الشهر المقبل، تزامناً مع “تسريبات” رسائل ديبلوماسية تحذر من اقتراب الحرب، أشارت مصادر مطلعة على الحركة الديبلوماسية في لبنان لموقع “لبنان الكبير” إلى أن “أي مسؤول عربي أو غربي لم يتحدث حتى هذه اللحظة عن حرب موسعة على لبنان، بل كان يجري التحذير من خطورة التصعيد القائم على الحدود، والكارثة في حال تطور إلى حرب شاملة، فيما عمد ديبلوماسيون آخرون الى تحذير لبنان من ضربة اسرائيلية قاسية عشية التوصل إلى هدنة أو اتفاق لوقف اطلاق النار، اذا تم”.

واعتبرت المصادر أن ما “يُحكى عن منتصف شهر حزيران غير دقيق، بل حتى ان ما نقل عن أحد المقربين من حزب الله مفبرك ولم يقله الشخص المذكور، فلا يمكن لأحد توقع وقت الحرب، واسرائيل لن تقول حتى لحلفائها عن موعد بدئها، ولكن في الفترة الأخيرة بدأت تقارير في الاعلام الاسرائيلي تتوقع أن يحسم أمر الحرب في الشمال قبل شهر أيلول، أي قبل موسم المدارس، ولا يمكن التأكيد أن هذه التقارير صحيحة أو دقيقة، لأنها لا تزال مجرد أخبار صحافية”.

أما بالنسبة الى تصريحات المسؤولين الاسرائيليين لا سيما أمثال ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش، فأوضحت المصادر أن “هناك في كل بلد من يرفع الدوز عالياً، إن كان في السياسة المحلية الداخلية أو في السياسات الخارجية، وبالتالي لا يمكن البناء على هذه التصريحات وتحليل وضع الجبهة”.

وأكدت مصادر ميدانية أن المقاومة تعتبر وضعها أفضل من جيد في الجبهة، و”الاسرائيلي يكتشف كل يوم قدرات جديدة تمتلكها، بل ان ما برز في هذه الحرب، ليس المسيرات ومنظومات الصواريخ الجديدة والدفاع الجوي وحسب، بل القدرة الاستخباراتية العالية التي تمتلكها المقاومة، والتي فاجأت المسؤولين الاسرائيليين وحلفاءهم أيضاً، من تخطي الدفاعات الجوية الاسرائيلية إلى استهدافها وحتى استهداف المواقع العسكرية المستحدثة على بعد عشرات الكيلومترات خلف الحدود، كلها تظهر قدرة استخباراتية عالية جداً”.

أما عن موعد الحرب، فقالت المصادر: “لا أحد يمكنه التنبؤ بوقت الحرب إن كانت ستحصل، على الرغم من أن تقديرات المقاومة لا ترى حرباً موسعة، بل استمرار الجبهة على حالها مع تصعيد من هنا وتصعيد من هناك بين الحين والآخر، حتى لو أن نتنياهو يريد الهروب من مشكلاته الداخلية والدولية إلى الأمام عبر إشعال المنطقة، فهناك بعد أساسي يعنى بنجاة الكيان الاسرائيلي، وبالتالي لن يكون الأمر على ذوق نتنياهو”.

ونبّهت المصادر على أن “اللحظة التي تتعرض فيها العاصمة وضواحيها لقصف كما في الجنوب، يمكن القول ان الحرب بدأت، ولا ترى المقاومة أن الاسرائيلي سيجرؤ على حرب موسعة من دون ضوء أخضر أميركي، والذي يبدو مستبعداً قليلاً، لا سيما مع بدء موسم الانتخابات في واشنطن”.

محمد شمس الدين- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة