حركة باسيل “بلا طعمة” لكن… مشبوهة!
يسعى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الى أن يسرق الأضواء عبر حركته السياسية التي أطلقها منذ يومين من بكركي سعياً لتسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية، لكن فعلياً ما عجزت عنه اللجنة الخماسية والموفد الفرنسي جان ايف لودريان وقطر وكتلة “الاعتدال الوطني” والحزب “التقدمي الاشتراكي”، لن ينجح فيه باسيل حتماً، وخصوصاً أن للرجل حسابات سياسية ومصالح، بل هو طرف خلافي، مستفزّ، لا مصداقية لطروحه ومبادراته.
تتعددّ القراءات لحركة باسيل، لكن خلاصة هذه القراءات واضحة ومحسومة: الفشل حتماً! وتعتبر مصادر المعارضة أن هاجس باسيل الأول هو إبراز الوزن السياسي لتياره في الخريطة السياسية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق قول “أنا موجود”، وتلميع صورته أمام اللبنانيين والمسيحيين بأنه يحاول أن يُنقذ الاستحقاق الرئاسي، علماً أنه يعرف مسبقاً عقم حركته، باعتبار أن طريق الرئاسة مقفل حتى إشعار آخر ليس بقريب، خصوصاً في ظل التطوّرات التي تشهدها المنطقة والتي بات الاستحقاق الرئاسي مرتبطاً بها.
أما القراءة الثانية فتضع حركة باسيل في خانة مناكفة “القوات اللبنانية” وإحراجها وعزلها من خلال إعلانه مؤخراً استعداده للمشاركة في طاولة الحوار التي يقترحها رئيس مجلس النواب نبيه بري، مستغلاً السقف العالي لمواقف “القوات” ورفضها طاولة حوار بري كي لا تتكرّس عرفاً للثنائي الشيعي، وبذلك يكون جبران قد سلّف بري موقفاً ايجابياً حيال طرحه، ورمّم علاقته معه من دون أن يعني ذلك قبوله بمرشّح الثنائي سليمان فرنجية! لكن موقف الأخير أمس نسف مبادرة باسيل، بعدما أعلن بما معناه “أنا أو سمير جعجع رئيساً للجمهورية”. وبالتالي، إذا كانت خطة باسيل تقضي بعزل “القوات” للذهاب إلى مرشّح ثالث يشكّل تقاطعاً مع الثنائي الشيعي، فلا تبدو موفّقة. وتلفت مصادر المعارضة إلى أن “باسيل لا يتغيّر، ولا يزال ذاك الفاسد المستعد للقفز فوق الدستور ارضاء لمصالحه، وهو يغطّي حوار بري كمعبر لانتخاب رئيس الجمهورية، بما يخالف الدستور ويُكرّس أعرافاً ليست لمصلحة أحد وخصوصاً المسيحيون. وتنازل باسيل للثنائي الشيعي يبدو كهديّة مقابل دعمه في الانتخابات النيابية والنقابية والفريق الحكومي الواحد، والسؤال الذي يُطرح اليوم: ما هو الثمن الذي سيقبضه باسيل، مقابل تمريره طاولة الحوار لبري؟ ألم يشكُ باسيل سابقاً من بري واعتباره أصل الشرور ومعطّل العهد والممسك بمفاصل الحياة السياسية؟ وها هو اليوم يمنحه مفتاح رئاسة الجمهورية، وهذه ذروة النفاق”.
ولا تبتعد القراءة الثالثة كثيراً عن القراءات المذكورة أعلاه لأن مصيرها سيكون الفشل أيضاً، وترى مصادر المعارضة أن “باسيل يحاول أن يطرح مرشّحاً أو رزمة مرشّحين في وجه القوات والثنائي الشيعي معاً، لذلك هو سيحاول التنسيق مع الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة الاعتدال كي يصل إلى بضعة أسماء، لكن هذه مزحة ثقيلة أيضاً معروفة النتائج”، مشيرة إلى أن الثنائي الشيعي عندما يريد تغيير مرشحه ليس بحاجة إلى حركة باسيل، ويستطيع بسهولة اقتراح مرشّح يتقاطع فيه مع باسيل ووليد جنبلاط، لكن الواقع مختلف، لأن الثنائي الشيعي متمسّك بفرنجية، وبالتالي حركة جبران “بلا طعمة”.
لا شك في أن حركة جبران باسيل وكل المبادرات الأخرى، لا تعني “حزب الله” لا من قريب ولا من بعيد، فأنظار “الحزب” تتجه إلى اليوم التالي بعد الحرب، وبالتالي لن يجازف بتسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية فيما لا يزال مصير المنطقة ولبنان مجهولاً.
جورج حايك- لبنان الكبير