خاص: أطباء عرب يشيدون بدور لبنان وينوّهون بصبر وجلد أهله: “نبض وعشق وبلد لا يموت”!

على هامش “القمة الدولية الأولى لمحاربة السمنة”

أطباء عرب يشيدون بدور لبنان وينوّهون بصبر وقوة شعبه

 

 

على مدار يومين من التألق والنجاح والكثير من الندوات والنقاشات وتبادل الخبرات واخر المستجدات، استضافت بيروت كوكبة من أهم أطباء الجراحة، ولاسيما السمنة، في العالم العربي وأوروبا وأمريكا، ضمن فعاليات “القمة الدولية الأولى لمحاربة السمنة والتمثيل الغذائي”، في عودة إلى دورها الرائد على الصعيدين العلمي والطبي.

أطباء أعربوا عن حُبّهم للبنان وإيمانهم بقيامته، واسترجاعه لموقعه السابق كـ”مستشفى الشرق الأوسط”، ورابطاً قوياً يجمع 150 جرّاحاً من الإخوة العرب والعالم لمناقشة كل جديد على أرض “ست الدنيا” بيروت.

وعلى هامش المؤتمر الذي استضافه فندق “الموفنبيك” في يومه الاول، كانت لموقعنا لقاءات مع ما تيسر لنا من الأطباء، الذين ضاق جدول أعمالهم بالندوات والمناقشات.

***************************

د. جاسم فخرو.. وتبقى دوماً “شكراً قطر”
البداية مع دولة قطر وتاريخها المناصر للبنان وأهله، ومن منّا ينسى العون والمدد الذي ما بخلت به يوماً على لبنان، خصوصاً خلال فترات كبواته لتبقى دوماً “شكراً قطر”.. فأكد الدكتور فخرو أن لبنان “باريس الشرق الأوسط”، موضحاً أن الإيمان بلبنان نابع من صبر وجَلَد أهله، والحب بين الشعبين الشقيقين موصول دائماً وأبداً ويعود لسنوات طويلة ولولا صبر أهل لبنان لما استمر بلدهم.

أما في ما يتعلق بفعاليات المؤتمر، ولاسيما محاربة البدانة، فأوضح أن العالم أجمع وصل إلى مرحلة من العلاجات المتطورة بشكل كبير جداً وأكثر أماناً، لكن تبقى “المعلومة الصادمة” أنه رغم كل التطور، فمن نجحوا بالقضاء على بدانتهم تتراوح نسبتهم بين 3 إلى 5 % لا أكثر.

من هنا السمنة مشكلة عالمية كبيرة، بل هي وباء متفشٍ بشكل كبير حول العالم، وخليجياً تعتبر قطر والكويت من أكبر نسب السمنة في العالم بمعدل 39 إلى 40%، وهو ما نسعى كأطباء من خلال هذه المؤتمرات إلى محاربته ورفع مستوى الوعي، وهذا الارتفاع يعود إلى أن “النفس أمّارة بالسوء”، لكن الرهان على الجيل الجديد الأصغر سناً، الذي أصبح أكثر وعياً واهتماماً بمواجهة السمنة والمحافظة على الصحة والرشاقة.

د. موسى خورشيد.. لبنان نبض الوطن العربي
بكلمات تعبّر عن عمق الروابط الأخوية بين شعبي البلدين اللذين عانيا الكثير، جزم الدكتور الجراح موسى خورشيد بأنّ “لبنان نبض الوطن العربي”، مؤكداً أن إيمان الأشقاء العرب بقيامة لبنان نابع من طيبة أهله وجمال طبيعته، واحتضانه للتاريخ والحضارة والفن.

وعلى صعيد المؤتمر، أكد أن جراحات السمنة تتطور يوما تلو آخر، فبعد الجراحات الأساسية بلغ التطور كل الأدوية والعلاجات، إضافة إلى الأجهزة ودخول الروبوت في الجراحات، لافتاً إلى أنه على مدار الـ10 – 12 عاماً كانت أغلب العمليات تنجح بنسبة 40%، ولكن مع دخول الأدوية المتابعة أصبح التفكير out of the box، كونها تستكمل نجاح العمليات، مع أهمية المتابعة من قبل فريق طبي متكامل.

أ.د. موسى خورشيد - Taiba Hospital

د. محمد الهيفي.. لبنان والكويت عشق لا ينتهي
ونستمر مع الأشقاء في دولة الكويت، ويشرفنا محاورة معالي وزير الصحة الكويتي السابق الدكتور محمد الهيفي، الذي أكد أن أهل الكويت لا يحبون لبنان وبيروت، بل يعشقونهما عشقاً متواصلاً ودائماً، ولبنان طوال عمرها قبلة لكل العالم، وخصوصاً أهل الكويت، الذين تربط بينهما علاقات مصاهرة وروابط دم وأعمال تجاربة أيضاً، وطبعاً لبنان قائم وموجود ومستمر بأهله وناسه، وطبعاً سيعود وينهض من كبوته بفضل أهله الطيبين.

وفيما يختص بموضوع البدانة.. أكدّ لنا دكتور الهيفي بأنّ الأدوية وحقن التنحيف لن تحل محل الجراحات، لأن للأدوية مرضاها والجراحات لها نوعية مرضاها أيضاً، والطبيب وحده يوجه المريض إلى احتياجاته حسب وضعه، خاصة أن السمنة أنواع، ومثالاً من يعاني من سمنة مفرطة ممكن أن يلجأ إلى العقاقير والأدوية، لكن من يعانون من أمراض مرافقة للسمنة كالسكري والضغط وأمراض القلب، لا بد وأن يخضعوا للجراحة لأنها أثبتت فعاليتها وتحسن أحوال المرضى.

د. فالح محسن.. لبنان الحبيب لبنان العرب
إلى بابل وبغداد ودجلة، وبلاد الرافدين، من لبنان ألف تحية وسلام نحملها للدكتور الجراح فالح محسن إلى الأشقاء العراقيين، لنبادلهم المشاعر التي عبّر عنها الدكتور محسن بوصفه لبنان بالحبيب وبـ”لبنان العرب” والعشق والمحبة، معبراً أن لبنان جميل بناسه وأهله وبالمودة بين أهله والأشقاء العرب ككل والعراق تحديداً.

أما بخصوص المؤتمر العالمي لمحاربة السمنة، فأشار إلى أنه تم خلال المؤتمر المنعقد في بيروت بمشاركة جرّاحي سمنة من مختلف دول العالم، طرح العديد من الرسالات والمناقشات والأطروحات العلمية حول السمنة، للخروج بنتائج إيجابية، تعود على العالم ككل بالفائدة.

وأرجع أسباب ازدياد البدانة إلى عدم التوعية على أسلوب الحياة والطعام، إضافة إلى الطعام الخارجي غير الصحي Fast Food الذي يطغى على الطعام المنزلي، كما قلّة الرياضة وهي من الأمور التي لا يتم التركيز عليها لحرق السعرات واكتساب النشاط.

Non hai descrición dispoñible

د. علاء وفاء.. 60% نسبة البدانة في ليبيا

وفي نظرة إلى أرض العروبة السمراء، والنضال على مر التاريخ والعصور، نصال جديد تواجهه في محاربة السمنة التي تخطت الـ60%، مقارنة مع عدد السكان البالغ 7 ملايين نسمة، وفقاً للطبيب الجراح الدكتور علاء وفاء، الذي أرجع السبب في ذلك بشكل أساسي إلى اعتماد النظام الغذائي الليبي المعتمد على الخبز في كل الوجبات.

وإذ لفت إلى الإقبال الكبير على جراحات السمنة في ليبيا للتخلص من السمنة والأمراض المرافقة لها، أوضح أنه على الصعيد الشخصي ينجز ما بين 50 الى 100 حالة شهرياً، والأمر ينسحب على زملائه أيضاً، والحمد لله مع التطور العلمي الحديث وارتفاع مستوى الخبرة، أصبحت المضاعفات نادرة جداً، من هنا تأتي المشاركة في هذا النوع من المؤتمرات للاطلاع على كل جديد وتبادل الخبرات، والتعلم من العثرات والأخطاء وتداركها.

د. أسامة طه.. لبنان عظيم وشعبه قوي

ونحط رحالنا في “أم الدنيا” مصر “هبة النيل وعروسه”، التي تواصل بعزيمة وإصرار حربها ضد ارتفاع عدد المصابين بالسمنة، حسب ما أكد الدكتور الجراح أسامة طه، الذي عبّر عن حب مصر وأهلها للبنان العظيم وشعبه القوي، معرباً عن تفاؤله بنهضة لبنان الذي لا يعرف الموت، والدليل على كلامه ازدحام الركاب في الطائرة التي حملته إلى بيروت.

وإذ عبّر عن أسفه لتزامن ارتفاع مستوى الوعي مع زيادة نسب البدانة، التي بلغت 33% بين الكبار، و40% بين الأطفال، أرجع السبب بشكل أساسي في ذلك إلى الكثافة السكانية التي تقدر بـ107 ملايين نسمة، وطالب بالعمل الحثيث لرفع الوعي أكثر، وهو ما لا تستطيع مواقع التواصل ولا المبادرات الفردية تغطيته، بل لا بد من التوعية والمواكبة من المنازل والمدارس.

وشدّد على أن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين، فالنجاح عبرها يعتمد على براعة الطبيب وصدقه في إيصال المعلومة بدقة واحترافية إلى الناس في آن معاً، مؤكداً أن الجمهور ذكي ويكشف “الطبيب بياع الكلام”، كما يعرف الطبيب المتمكن والقادر على تطويع مواقع التواصل لخدمة العلم والطب وصحة الناس.

د. فوال.. مؤمنون بلبنان
وختامها مسك مع رئيس “الرابطة اللبنانية لجراحة السمنة” الدكتور هيثم الفوّال الذي أكد أنه لم يكن من السهل إقناع الزملاء العرب ومن حول العالم للمشاركة في مؤتمر طبي ضخم في لبنان، بسبب الأوضاع التي تعصف به، لكن المفاجأة كانت الحب الذي تلقفناه وتقبل الدعوات بشكل كبير، لذلك نحن نؤكد أن بلدنا لا يُقيّم بسياسييه، بل بالمبادرات الفردية والناس العاملين من أجل نهضة البلد وتبييض صورته من خلال العلاقات الأخوية بين الزملاء من خارج البلد.

وشدّد د. فوال على أن مشكلة السمنة في عالمنا العربي بحاجة إلى مبادرات حكومية للقضاء عليها، لأن العمل الفردي والمؤتمرات والندوات وحتى مواقع التواصل طالما لا توجد خطة كاملة متكاملة من وزارات “تربية وصحة واجتماع” لن تثمر بمفردها..

وأكد أن وسائل التواصل أصبحت متواجدة في كل منزل، والابتعاد عنها يعتبر خطأ، ولكن يبقى أنّ من واجب الطبيب عند الظهور على مواقع التواصل إيصال المعلومة بشكل صادق وصحيح، وخيط رفيع جداً بين إيمان الناس بالطبيب أو التسويق للنفس كأفضل طبيب في العالم وهو ما سيعود بنتائج سلبية، لذلك من المهم جداً ظهور الأطباء على مواقع التواصل، وخصوصا أصحاب المكانات العلمية العالية، وأن لا يتنحون جانباً وترك المجال للمندفعين ومن لا يمتلكون الخبرة العلمية.

خاص Checklebanon
رئيسة التحرير: إيمان ابو نكد
مدير التحرير: مصطفى شريف

مقالات ذات صلة