لماذا اختار ماكرون توقيت زيارة موفده الخاص للبنان… لتحريك الملف الرئاسي؟
اجرى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في اليومين الماضيين كعادته، مروحة من اللقاءات المكثفة مع الكتل والاطراف السياسية اللبنانية، تمحورت حول سبل تحريك الملف الرئاسي، واحداث خرق جدي في جدار الازمة الرئاسية. ولم يحمل في جولته السادسة، كما بات معلوما، مبادرة محددة لتحقيق هذا الهدف، لكنه طرح اسئلة عديدة تتعلق بموضوع التشاور وجلسة انتخاب رئيس الجمهورية.
ووفقا لمصادر ديبلوماسية مطلعة، فان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حرص على ايفاد مبعوثه الخاص في هذا التوقيت لاعتبارات عديدة، اهمها استباق الاحتفال الذي سيقام في ٦ حزيران في باريس بذكرى انزال قوات التحالف على شاطىء “النورماندي” في فرنسا، خلال الحرب العالمية الثانية ضد المانيا النازية في ذلك الحين. ومن المنتظر ان يشارك فيه الى جانب الرئيس ماكرون الرئيس الاميركي جو بايدن وعدد من القادة الاوروبيين والغربيين.
وتقول المصادر ان الاحتفال المذكور سيكون مناسبة لمناقشة ملفات دولية وقضايا ساخنة، لا سيما بين ماكرون وبايدن، وفي مقدمها الحرب في اوكرانيا وفي غزة وتداعياتهما، اضافة الى الوضع اللبناني اكان على صعيد جبهة الجنوب الملتهبة او ازمة رئاسة الجمهورية. ويحرص الرئيس الفرنسي ان تخصص مساحة لبحث الموضوع اللبناني ومنه الملف الرئاسي في هذه المناسبة، من هنا طلب من موفده الخاص القيام بهذه الزيارة، التي تأخذ طابعا استطلاعيا لتكوين خلاصة مفيدة للتعاطي مع هذا الملف.
وحسب المصادر الديبلوماسية، فان الرئيس الفرنسي اراد ايضا التأكيد على الدور والحضور الفرنسي المستمر لمساعدة ودعم لبنان، خصوصا بعد الحديث مؤخرا عن تراجع ملحوظ لهذا الدور.
وفي لقاءاته مع الاطراف اللبنانية تجنب لودريان استخدام كلمة الحوار، لحساسيتها عند بعض الاطراف مستخدما كلمة التشاور، وشدد في الوقت نفسه على ازالة العقبات امام تسهيل انعقاده، معتبرا انه حاجة ملحة لانتخاب رئيس للجمهورية. وكان بارزا اللقاء الذي عقده الموفد الفرنسي امس مع الرئيس بري على مدى اكثر من ساعة، والذي صدر بعده من عين التينة بيان مقتضب اكد فيه التمسك بمبادرته لانتخاب رئيس للجمهورية، ودعوته من دون شروط الى “التشاور” حول موضوع واحد هو انتخاب الرئيس، ومن ثم الانتقال الى القاعة العامة لانتخاب بدورات متتالية رئيس، من ضمن قائمة تضم عددا من المرشحين حتى تتوج بانتخاب الرئيس.
وقالت مصادر عين التينة لـ “الديار ” ان البيان مدروس ومشغول بدقة، ويعبر عن جو اللقاء، وفي طياته شيئا جديدا.
وعن امكانية تحقيق نتائج قريبة، قالت المصادر ان البيان يمكن ان يترجم غدا، اذا توافقت القوى السياسية وتجاوبت مع مضمونه. ووفقا للمصادر فان لودريان عبّر خلال اللقاء عن اهتمام الرئيس الفرنسي شخصيا في مساعدة لبنان واللبنانيين، وقال ” نحن ليس لدينا اي مرشح محدد، فهذا الامر يعود للكتل النيابية والسياسية اللبنانية”، مجددا التأكيد على اهمية الدور المحوري للرئيس بري في هذه العملية، وان نجاح عقد التشاور هو مسؤولية الجميع، وهو حاجة ملحة لانتخاب الرئيس.
وفي حارة حريك سمع لودريان من رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد بحضور مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي، كلاما واضحا وصريحا يتلخص بالآتي:
– التاكيد على ان الحوار او التشاور هو المدخل لتحريك الملف الرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية.
– التأكيد على ترؤس رئيس المجلس نبيه بري لهذا الحوار.
– ان حزب الله لا يربط ملف رئاسة الجمهورية بحرب غزة والجنوب اللبناني.
محمد بلوط- الديار