ماذا قال مرجع لبناني التقى لودريان في اليوم الأول؟
بعد سنة وسبعة اشهر من خلو سدة الرئاسة الأولى في لبنان، والحركة المكثفة للموفدين والسفراء واللجنة الخماسية، والمحاولات الفرنسية لانتزاع إنجاز ديبلوماسي عبر الساحة اللبنانية، عاد الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان حاملا مفكرة ملاحظاته ليدون عليها مجددا ما سبق وسمعه في جولاته السابقة على القيادات اللبنانية.
ووفق من التقاهم لودريان في اليوم الأول، فإن «الزائر الفرنسي المألوف، لا يحمل جديدا، انما أسئلة مكررة وان بصياغات مختلفة، سبق وطرحها في زياراته السابقة، ليتبين ان الاستعصاء الرئاسي الداخلي ليس وحده المعطل للمسار الدستوري بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، انما عدم تحريك جدي خارجي لهذا الملف، الذي يتم التعامل معه دوليا وإقليميا على طريقة ان آونه سيحين لاحقا وليس في القريب العاجل».
وقال مرجع لبناني التقى لودريان في اليوم الأول من زيارته الحالية لـ «الأنباء»: «زيارة الموفد الفرنسي هي استطلاعية بكل ما للكلمة من معنى، وهو لا يحمل أي طروحات او أفكار، حتى لم نقرأ بين طيات كلامه أي اشارة عن جديد يمكن البناء عليه.
الا انه لم يخف السبب الجوهري لقدومه، وهو تحضير ورقة عمل تتصل بالحالة اللبنانية لتكون في حوزة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اجتماع القمة الذي سيضمه إلى الرئيس الاميركي جو بايدن في السادس من يونيو المقبل في النورماندي. لذا فإن الوفد المرافق له يدون حرفيا ما تقوله القيادات اللبنانية».
وأبدى المرجع «استغرابه لما يتحدث به لودريان وإكثاره من طرح أسئلة يعرف جوابها من جولاته السابقة. والأكثر استغرابا سؤاله عن الاسباب الكامنة وراء تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وتكرار السؤال حول ان هذه الأسباب لاتزال قائمة، إلى الاستفسار عن الانقسام بين من يريد الحوار ومن يريد التشاور، وما الافكار والمقترحات والحلول التي لديكم لإنهاء خلو سدة الرئاسة».
ورأى المرجع انه «بمجرد تكرار الاسئلة من دون ان يقرنها بمقاربة عملية، فهذا يعني ان الإدارة الفرنسية ليست بوارد تكرار تجربتها السابقة عندما اندفعت في تبني طرح المقايضة بين الرئاسة الاولى والرئاسة الثالثة (سليمان فرنجية ونواف سلام)، والتي وافق عليها ثنائي حركة أمل وحزب الله، الا انها سقطت لأنها لم تأخذ في الاعتبار موازين القوى على الساحة المسيحية، والتي ترفض ان تكون تابعا انما شريكا أساسيا، لا بل متقدما بين متساوين في صوغ الحل الرئاسي المناسب».
وتوقف المصدر «عند الزيارات السريعة التي قامت بها السفيرة الاميركية ليزا جونسون قبل مغادرتها إلى واشنطن للمشاركة في اللقاء السنوي لسفراء بلادها في الخارج، والتي اختتمتها عند الرئيس نبيه بري.
فهي عمليا أقفلت محضر الرئاسة المخصص بسفراء اللجنة الخماسية، وسبقت لودريان في وضع تقريرها الخاص عن الوضع في لبنان، والذي سيكون بين يدي بايدن لمناقشته مع ماكرون».
وبسؤال المصدر: هل ستأخذ قمة النورماندي بتقرير جونسون أم بتقرير لودريان؟ رد بكل ثقة «وجهة النظر الاميركية هي التي ستتقدم مع حفظ ماء وجه الديبلوماسية الفرنسية، خصوصا ان الفرنسيين يعلمون أن الأفرقاء اللبنانيين يفضلون الحل الاميركي ـ العربي على أي حل آخر».
داود رمال – الانباء الكويتية