جنبلاط بين “دوحتين”… ماذا قال للقطري؟

ترجّل وليد جنبلاط عن صهوة العمل السياسي، الا أن المنصات الرسمية حافظت على مكانته وأبت أن تسلِّم لرغبته بالتقاعد، إذ تراه عند أي استحقاق محطة أساسية، تركن الدول الاقليمية الى رأيه ورؤيته ويكون محطة للموفدين الدوليين.

لا يمكن أن توضع زيارة رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط الى قطر في سياق زيارات باقي الأطراف السياسية، إذ إنها اختلفت عنهم في الشكل وإن تقاطعت معهم في المضمون.

ففي الشكل، استُقبل جنبلاط بحفاوة قطرية، وكانت وُجهت اليه الدعوة منذ شهرين، وعقد رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني اللقاء في مجلسه الخاص، وأقام على شرفه غداءً تكريمياً، وفق ما أكدته معلومات موقع “لبنان الكبير”.

أما في المضمون، فجرى الحديث في العمق بدءاً من العدوان على غزة وواقع الضفة الغربية وتحديات الجنوب اللبناني وتداعياته والجهود القطرية على أكثر من صعيد، من خلال وقف إطلاق النار من جهة، والعمل على حل حدودي مستدام وإنجاز الملف الرئاسي من جهة أخرى. وما بين الجانب القطري وجنبلاط تطابق في الرؤى والحلول وتشارك في القلق على مستقبل فلسطين، في ظل الاستعصاء التفاوضي وإطالة الحرب.

ومن باب الصدف، أن آخر زيارة لجنبلاط الأب الى قطر مضى عليها ستة عشر عاماً، أي منذ اتفاق الدوحة ٢٠٠٨، وهو اليوم يزورها في ظل فراغ رئاسي واستعصاء انتخابي وبلوكاج نيابي يطيح الاستحقاق الدستوري، وخصوصاً أن فريقاً نيابياً لا يزال يرفض الحوار ويستثمر في الوقت الضائع بحروب سياسية وشد العصب الطائفي.

وفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، فإن القطري لم يعرض على جنبلاط أي تسوية ولم يتطرق الى الأسماء الرئاسية، على الرغم من أن قطر منفتحة على أي تسوية لبنانية قائمة على التوافق والشراكة وعدم تغليب فريق على آخر أو إقصاء أي مرشح، وهذا ما يضمنه الحوار والتواصل والتشاور بين الأطراف الداخلية. فهل هذا يعني أن القطري ينطلق من استبعاد مرشحين لم يحظَوا بالتوافق طوال ثلاث عشرة جلسة انتخابية؟

تقول مصادر سياسية رفيعة لموقع “لبنان الكبير”: “إن قطر لم تستبعد أي مرشح مطروح، على اعتبار أن مطلق اسم يمكن أن توفَّر له الشراكة الحقيقية من خلال التفاهمات، إن بإحداث خرق في البلوك المسيحي الرافض له وضم أصوات منهم لرصيده الانتخابي، أو بإقناع فريق من المكون الشيعي بمرشح آخر، وهذا ما يحتّم عدم وضع فيتوات رئاسية على أي خيار”.

وعلى مقلب الملف الحدودي الجنوبي، قال جنبلاط أمام القطري إن هذا الملف في عهدة الرئيس نبيه بري، وهو على ثقة مطلقة بإدارته للمفاوضات مع الأميركيين، لأنه لا بد من حل متوازن على طرفي الحدود. مع تأكيده على ضرورة تطبيق القرار ١٧٠١ واتفاق الهدنة المرفوض أميركياً، إذ سبق وطلب جنبلاط من آموس هوكشتاين فرض احترامه من قبل اسرائيل ورفض، كما أنه رفض وضع حد للخروق الجوية. ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” كان الجانب القطري مؤيداً لكلام جنبلاط ومتفهماً له، إذ لم يبدِ أي اعتراض أو أي رأي معاكس.

رواند بو ضرغم- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة