الأمن متفجر على الحدود … المرحلة الثالثة انطلقت: أولويّة الحزب “جويّة”
لم تحمل عطلة نهاية الاسبوع جديدا في اي من ملفات الساعة الساخنة. فباستثناء الامن المتفجر على الحدود في جبهة الاشغال الجنوبية وتمدده الى الحدود اللبنانية السورية عند نقطة المصنع ومحيطها، بقيت المواقف تدور في حلقة مفرغة إن في الملف الرئاسي المفترض ان يتحرك بعد بيان الخماسية، وان في عمليات كسر قواعد الاشتباك بين حزب الله و “اسرائيل”، التي يتناوب عليها الطرفان، في اطار الفعل ورد الفعل.
في هذا الاطار ، يسير حزب الله بوضوح، وفقا للاجندة التي رسمها منذ اليوم الاول للحرب، ولاوامر العمليات الجاهزة التي عمل عليها منذ عام 2006 لمواجهة اي حرب او معركة على الحدود الشمالية، والتي ارتبطت سيناريوهاتها التي اخذت بعين الاعتبار الى حد كبير، درجة التصعيد وخرق قواعد الاشتباك على الحدود او في الداخل، حيث تسعى حارة حريك راهنا الى خلق “توازن جوي” مع الجيش الاسرائيلي، بعدما نجحت في تحييد المدرعات عن المعركة والحد من فعاليتها، منذ معركة وادي الحجير، وهو ما ظهر تماما خلال الايام الاخيرة، من نوع الاسلحة المعتمدة ورفع نسبة الاعتماد على المسيرات، رغم الضربة التي نجحت اسرائيل في توجيهها لاحد مواقع اطلاق تلك المسيرات، بعد تسريب شريط فيديو قصير.
ففي تطور لافت ، نجح حزب الله في اسقاط، منطاد الكشف والانذار الاستراتيجي الذي يعمل ضمن شبكة “ندى الشماء” او “sky dew”، والذي يعتبر الاكبر من نوعه في العالم وتمتلك “اسرائيل” واحدة فقط منها، ادخل الخدمة منذ اربعة اشهر، حيث استخدم كمنظومة بعيدة المدى للمراقبة والكشف والانذار ضد التهديدات الجوية، وكمنصة جوية ثابتة ودائمة يستعاض بها عن طلعات طائرات المراقبة والانذار، مجهز برادار كشف جوي ومنظومات لاستخبارات الاشارة والصورة والاتصالات، استخدمه الجيش الاسرائيلي لكشف صواريخ كروز والمسيرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة.
وتعتبر تلك المنظومة نتاج تطوير اميركي-اسرائيلي مشترك ، عملت على انجازها مجموعة من الشركات والوكالات الرسمية، حيث بلغت قيمة العقد الموقع مع الجانب الاميركي بحدود 1,2 مليار دولار، مولت بغالبيتها من برنامج المساعدات العسكرية، ووفقا للمعلومات فان قاعدة الاطلاق محمية بمنظومة تشويش ومراقبة الالكترونية ضد “المحلقات” والمسيرات، وبثلاث طبقات من منظومات الاعتراض الصاروخي، القبة الحديدية، مقلاع داود، وحيتس.
ووفقا للمعلومات التقنية، فان المنطاد قادر على حمل ثمانية اطنان من التجهيزات، والمكوث في الجو حتى ستين يوما، مقاومته للرياح 155 كلم/ساعة، ومدى كشفه 250 كلم، يبلغ طوله 117 مترا، قطر مقدمته 57 مترا، ويصل محلقا الى ارتفاع 7 كيلموترا، وهو رغم كلفته العالية الا انه يمكن ان يوفر كلفة طيران وصيانة وتشغيل المسيرات والمقاتلات الحربية.
ووفقا لمصادر عسكرية، فان حزب الله باسقاطه المنطاد تمكن من تامين ثغرة كبيرة تسمح له بفتح الطريق امام مسيراته نحو اهدافها، والتي تحلق على علو منخفض لا تقدر الرادارات على رصدها، وهذا يدل بوضوح الى ان الحرب جنوبا دخلت عصر المسيرات، التي ستشكل نجمها، من مختلف الانواع والقدرات.
وتختم المصادر، بان عملية اسقاطه استلزمت الكثير من الوقت والدراسة والتخطيط، اذ ان استهدافه في الجو يكاد يكون شبه مستحيل، بسبب ان نسبة الانبعاثات الحرارية منه تلامس الصفر، ما يجعل من عملية اسقاطه امرا شبه مستحيل، لذلك كان القرار باستهداف قاعدة “ايلانا” بالقرب من طبريا والمخصصة للتحكم به، عبر الصواريخ الموجهة، التي استطاعت تدمير اهدافها بدقة والى سقوطه بعد فقدان السيطرة عليه.
ميشال نصر- الديار