المقاومة استعدّت للصيف الساخن … والصهاينة يسخرون من قادتهم
يطلق على وزير الدفاع او الحرب الاسرائيلي يواف غالانت وصف وزير ” التهديدات” في الكيان الصهيوني الغاصب اذ احصي له نحو مئة تهديد للبنان من توسيع الحرب عليه الى اعادته “للعصر الحجري” وضرب بيروت ومدن اخرى الى اجتياح بري لحدود الليطاني بدفع “حزب الله” و”قوات الرضوان” فيه للابتعاد نحو شمال النهر واقامة “حزام امني” سبق للعدو الاسرائيلي ان انشأه بعد غزوه لهذه المنطقة واقام ما سمي في حينه “الشريط الحدودي” ورفض الانسحاب منه وفقا للقرار 425 الصادر عن مجلس الامن الدولي في العام 1978 وسلم الادارة المحلية لعملاء له برئاسة الرائد في الجيش اللبناني سعد حداد.
فاخر تهديدات غالانت وعده لبنان بـ “صيف ساخن” فهزأ المستوطنون الصهاينة لا سيما من يقيموا في فلسطين المحتلة والذين نزحوا من المنطقة منذ 8 تشرين الاول الماضي عندما بدأت المقاومة في لبنان اسناد غزة باشغال جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي ظن قادته بان الحرب على غزة ستكون لاسابيع فامتدت الى سبعة اشهر وهي مستمرة والامر نفسه في الجبهة مع لبنان وتحديدا في جنوبه التي تمكن “حزب الله” من اقامة قواعد اشتباك مع الجيش الاسرائيلي الذي حشد ثلاث فرق عسكرية سحبها من ارض المعركة في غزة بعد ان شاغلته المقاومة في لبنان وركزت ضرباتها على ثكناته وابراج مراقبته وتجمعاته وفرضت نزوح نحو مئة الف مستوطن من 27 مستعمرة اضافة الى تعطيل الاعمال وشل الحركة الاقتصادية في الجليل الاعلى المحتل وتوسيع رقعة الاشتباك الى صفد وحيفا وعكا والجولان المحتل عندما كان العدو الاسرائيلي يعتدي على مناطق بعيدة عن خطوط الاشتباك.
فالصيف الساخن الذي يتوعد به العدو الاسرائيلي لبنان احتمال وارد مع فشل وقف الحرب التدميرية على غزة واستمرار جيش الاحتلال الاسرائيلي بالابادة الجماعية والاستعداد للدخول الى رفح التي يعتبرها بانها المعقل الاخير لحركة “حماس” التي لم يتمكن من القضاء على قيادتها ومقاتليها وبنيتها العسكرية وفق ما يؤكد قيادي في “حماس” الذي يصف لـ “الديار” بان المعركة مستمرة مع الاحتلال الاسرائيلي وان المرونة التي ابدتها الحركة بشأن وقف الحرب والموافقة على الاقتراحات المصرية – القطرية ورد عليها العدو الاسرائيلي بالرفض واصر رئيس حكومته بنيامين نتنياهو على مواصلة الابادة فان الميدان سوف يتحول الى نوع اخر من المواجهة وان جبهات المساندة لغزة سيكون لها دور افعل وقد يغامر العدو الاسرائيلي في رفح ويرتكب مجازر فيها كما فعل في مناطق عدة من القطاع لكن المواجهات ستكون مختلفة وسيغرق الاحتلال الاسرائيلي في المستنقع الغزاوي اكثر وسيشتد عليه الحصار العالمي بالتنديد والاستنكار.
ولبنان الذي ارتبطت جبهته الجنوبية بغزة ولو من جانب “حزب الله” دون تبني الحكومة لهذا التوجه فان صيفه الساخن الذي وعده به غالانت استعدت له المقاومة التي يؤكد مصدر قيادي بارز فيها بان صيف “اسرائيل” سيكون اكثر سخونة من لبنان اذا قرر قادة العدو المغامرة العسكرية فيه وهم لهم تجارب سوداء في لبنان منذ نحو نصف قرن من المواجهات والعمليات والمقاومة ضده فاضطر الى الانسحاب منه قبل نحو 25 عاما مذلولا مع عملائه يقول المصدر الذي يشير الى انه عندما حول رد الاعتبار لجيشه الذي لا يقهر في صيف 2006 كانت له المقاومة في المرصاد فافقدته هيبته على مدى 33 يوما وردعته عن غزو لبنان من جديد فكبدت جيش الاحتلال خسائر فادحة في الارواح والاليات عندما حاول التقدم باتجاه مارون الراس وبنت جبيل ووادي الحجير وسهل الخيام.
فالمقاومة التي تخوض المواجهة العسكرية منذ نحو ثمانية اشهر استعدت لها منذ الانسحاب الاسرائيلي من لبنان وما بعد حرب تموز 2006.
وعندما كانت ترفض تسليم سلاحها فلانها كانت تنتظر مثل هذه الحرب يقول المصدر واثبت امتلاك المقاومة للسلاح النوعي والمتطور بانه اداة ردع وتوازن للبنان الذي لم يكن العدو الاسرائيلي يحسب له هذا الحساب في حروبه مع الجيوش العربية اضافة الى انه كان مطمئنا الى ان السلطة السياسية في لبنان وعلى مدى عقود اعطته الاطمئنان بان لبنان على الحياد وليس لديه ولن يكون له جيش مقاتل وهذا ما سهل للعدو ان يمارس اعتداءاته على لبنان والتي بدأت منذ العام 1968 وتوجت باجتياحين 1978 و1982 ومعارك بين الحروب في اعوام 1993 و1996 لكن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ووجود سلطة سياسية وقيادة للجيش مقتنعة به منذ ما بعد اتفاق الطائف اعطى مناعة للبنان وباتت قوته في تناغم الجيش والمقاومة واحتضان الشعب لهما وان شذ بعض الاحزاب يقول المصدر الذي يؤكد بان وعد العدو الاسرائيلي بصيف ساخن للبنان بات سخرية عند الصهاينة قبل اللبنانيين وسيعد غالانت وامثاله الى المئة قبل ان يوسع حربه لانه سيندم على ما قد يقدم عليه وستكون تل ابيب مقابل بيروت واول صلية ستبلغ خمسة الاف صاروخ.
كمال ذبيان- الديار