طهران “تلعب على الحبلَين”… وشعوب المنطقة تدفع الأثمان!
ما زالت طهران “تلعب على الحبلَين” مع إسرائيل والغرب قبل استلام الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة في 20 كانون الثاني المقبل، فتصعّد في الكلام حيناً لتعود وترسل إشارات ايجابية أحياناً أخرى، فيما تتكفل أذرعها بشنّ الهجمات على الدولة العبرية وتتلقى ضربات الأخيرة الموجعة، الأمر الذي تدفع ثمنه شعوب المنطقة.
وبينما تسعى إسرائيل إلى تغيير المعادلة الأمنية في الشرق الأوسط، حيث تدفع طهران بأذرعها لتحسين شروطها التفاوضية، توعّد علي لاريجاني، أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، بأن طهران تجهز للردّ على إسرائيل، مشيراً إلى أن المسؤولين العسكريين يُخطّطون لخيارات مختلفة للردّ، وفق وكالة “تسنيم”.
أمّا دبلوماسيّاً، فستجري طهران محادثات في شأن برنامجها النووي مع القوى الأوروبّية الثلاث المعنية بهذا الملف، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في جنيف يوم الجمعة، وذلك بعد أيام من إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً ضدّ إيران.
وأوضحت الخارجية الإيرانية أن نواب وزراء خارجية إيران والدول الأوروبّية الثلاث سيُشاركون في المحادثات التي ستتناول قضايا إقليمية، مثل قضيتي فلسطين ولبنان، إلى جانب الملف النووي.
توازياً، دان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، “محاولة إسرائيل توسيع ممارساتها العدوانية في المنطقة، بما فيها العراق”، ورحّب بإعلان العراق تولّي قوّاته المسلّحة منع وملاحقة أي نشاط عسكري خارج إطار الدولة.
وحذّرت الجامعة في ختام اجتماع استثنائي بناء على طلب بغداد، من خطورة التصعيد الإسرائيلي الشامل الذي يُهدّد باندلاع حرب إقليمية واسعة، في وقت اعتبر فيه المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن من دمشق أنه “من الضروري للغاية” إنهاء الحربَين في لبنان وغزة لعدم “جرّ” سوريا أكثر إلى النزاع في المنطقة.
في الأثناء، يرتفع منسوب التوتر ذو الأبعاد الدينية مع استمرار حرب غزة، ما يؤدّي إلى تسجيل أحداث أمنية متنقلة إقليميّاً ودوليّاً. كان آخر تلك التطورات، إطلاق مسلّح النار قرب مقرّ السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عَمّان في ساعة مبكرة من صباح أمس، قبل أن تطارده الأجهزة الأمنية لمدّة ساعة وتحاصره وتقتله.
وتسبّب المسلّح الذي كان يحمل رشاشاً بإصابة ثلاثة من أفراد الأمن، فيما أوضحت مديرية الأمن العام أن الشرطة أطلقت النار على مسلّح “أطلق النار على دورية عاملة في المنطقة” في حي الرابية في عَمّان. ووصف وزير الاتصال الحكومي محمد المومني الحادث بأنه “هجوم إرهابي” استهدف قوات الأمن العام في البلاد، مشيراً إلى أن التحقيقات جارية في الحادث.
وبعدما عُثر على الحاخام الإسرائيلي – المولدوفي تسفي كوغان مقتولاً في الإمارات بعد اختفائه، تمكّنت السلطات الإماراتية المختصّة في وقت قياسي من إلقاء القبض على الجناة في حادث مقتل كوغان الذي يحمل الجنسية المولدوفية بحسب الأوراق الثبوتية التي دخل فيها إلى الإمارات، وفق الداخلية الإماراتية التي ذكرت أن عدد الموقوفين ثلاثة أشخاص.
وحذّرت الداخلية الإماراتية “بكلّ وضوح وحزم”، من أنها “ستستخدم كافة السلطات القانونية المتاحة للتعامل بشدّة وبلا تهاون مع كلّ من تسوّل له نفسه القيام بأي تصرّفات أو أعمال تسعى إلى زعزعة استقرار المجتمع أو تهديد أمنه”، مؤكدة “استعدادها التام لاتخاذ أقصى الإجراءات الرادعة لضمان حماية مكتسبات التعايش المشترك والسلم الاجتماعي وفقاً للقوانين والأنظمة المرعية”.
وفي وقت سابق، وصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقتل كوغان بأنه “عمل إرهابي شنيع معاد للسامية”، مؤكداً أن “دولة إسرائيل ستستخدم كلّ ما لديها من سُبل ليمثل المجرمون المسؤولون عن مقتله أمام العدالة”، فيما كان لافتاً اتهام السياسي الإسرائيلي أيوب قرا خلال حديث مع وكالة “رويترز”، إيران، بالوقوف وراء جريمة القتل. وقرا هو درزي إسرائيلي ينتمي إلى حزب “الليكود” بزعامة نتنياهو، ويعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والعالم العربي.
نداء الوطن