الاتفاق بين لبنان واسرائيل أنجز: متى يدخل حيز التنفيذ؟

يتشارك الأميركيون والاسرائيليون في التهويل على لبنان الرسمي من خلال التفاوض تحت النار وهول المجازر، ويلاقيهما بعض خصوم “حزب الله” داخلياً عبر التلويح بنهاية الحزب والقضاء عليه عسكرياً وفرض الشروط الاسرائيلية تحت حد استمرار الحرب.

بعيداً من الضخ الخارجي والتضخيم الاعلامي، تُكتب هذه السطور بلسان لبناني يُفاوض من أجل مصلحة لبنان ووقف الحرب التي باتت عشوائية ومن دون أهداف لها، سوى المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وأبنية سكنية وحيطان مبنية بالكرامة والسيادة الحقيقية.

وتقول هذه المصادر المنخرطة في مفاوضات بعيدة عن التسريبات لمضمون التفاهم، لموقع “لبنان الكبير” إن عنوان الاتفاق هو ترتيبات تنفيذ القرار ١٧٠١، فقط لا غير، أي لا شيء إضافي على مضمون هذا القرار، ولبنان أنجز هذه الآليات التنفيذية من جهته تحت سقف السيادة اللبنانية والقرار ١٧٠١.

وبحسب ما ذكرت المصادر لموقع “لبنان الكبير” فان لبنان الرسمي يعتبر أن الاتفاق بات قريباً وقدم المفاوض اللبناني كل التسهيلات لسريانه، ولكن دخوله حيّز التنفيذ هو حصراً في يد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، فيستطيع أن يوافق عليه ويوقف إطلاق النار ضمن الآلية المقبولة لبنانياً وننهي الحرب، ويمكنه أيضاً أن يرفضها وتستمر الحرب، ولكن استمرار الضربات على الضاحية وبيروت ستستدعي رداً مباشراً على حيفا وتل أبيب، والمقاومة جاهزة لأي قرار ومستمرة في الميدان توازياً مع المسار السياسي الديبلوماسي، “وإذا بدن حرب منعمل حرب”.

وعن فرض الشروط على المقاومة ومن خلالها على الثنائي الشيعي، تقول المصادر لموقع “لبنان الكبير” إن الاتفاق يتطلب قراراً صادراً من الحكومة، التي يتواجد فيها الثنائي الشيعي وحلفاؤه حيث يستطيع بكل بساطة تعطيله أو رفض صدوره، وهذا ما يؤكد أن لا اتفاق سيصدر ضمن منطق الغلبة لمكون أساسي في المجتمع اللبناني.

وبالاضافة الى القرار الحكومي، إن ترتيبات تنفيذ القرار ١٧٠١ تتطلب أيضاً خطة من الجيش، الذي أوكل اليه مهمة تنفيذ القرار ومراقبته، وعلى هذا الأساس سرّع رئيس مجلس النواب نبيه بري تحديد موعد لجلسة التمديد النيابية لقائد الجيش، وذلك نظراً الى الميل الخارجي بالتمديد للعماد جوزيف عون قبل اكتمال اتفاق وقف اطلاق النار، حتى تكون قيادة الجيش واضحة ومستقرة ومستعدة لتطبيق القرار ١٧٠١. وبحسب معلومات موقع “لبنان الكبير” في استجابة الرئيس بري إشارة ايجابية من لبنان الى التزام القرار الأممي، الى جانب قرار تطويع عناصر في الجيش من الحكومة قبل أسبوعين.

وفي محصلة المشهد الاقليمي والدولي، وعلى مشارف الاتفاق ووقف اطلاق النار، فإن لبنان قدّم كل ما لديه من ايجابية، وهو مستعد لجميع السيناريوهات ولا يخافها. وكما اشتعلت اليوم تل أبيب وغيرها، يمكن أن تشتعل غداً أيضاً هي وحيفا.. والى حين اقتناع نتنياهو بأن لبنان لن يضعف تحت النار ولن يتنازل عن سيادته ولن يعطيه الحق في التحرك العسكري، فإن الميدان هو الناظم لأحلام نتنياهو وحلفائه.

رواند بو ضرغم- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة