موجة “خنافس” سوداء تجتاح لبنان: هل هي مؤذية أو تحمل أمراضاً وبائية؟
يسود بعض المناطق اللبنانية القلق بسبب أسراب من حشرات الخنفساء السوداء التي اجتاحتها وخصوصاً في الشمال والبقاع بينما لا تزال ظاهرة محدودة في العاصمة بيروت وجبل لبنان. وعلى الرغم من التطمينات التي تؤكد أن هذه الخنافس غير مؤذية ولا تحمل أمراضاً وبائية، إلا أن مشهد تجمعها أمام أبواب المنازل أربك اللبنانيين وتخوّفوا ممّا قد ينتظرهم لاحقاً لا سيما أن لبنان يعاني أزمة نفايات خطيرة ونسب تلوّث مرتفعة في مياه الأنهر وعدد من البحيرات.
مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بالحديث عن هذه الظاهرة وتناقلت صوراً ومقاطع فيديو لتلك الحشرات التي غزت البيوت والشوارع، خصوصاً في شمال لبنان وبعض مناطق البقاع، ما زاد من فرضية أن تكون “الخنافس” قد انتقلت من سوريا إلى المناطق الحدودية في لبنان بعد انتشارها بصورة كبيرة هناك.
مصادر وزارة الزراعة أوضحت عبر “لبنان الكبير” أن “الخنفساء أو حشرة الـ Calosoma Olivieri لا تنقل الأوبئة والأمراض ولا تستوطن كالصراصير داخل المنزل، بل ستموت خلال ساعات معدودة، وذلك بعد إجراء تجارب عديدة للتخلّص منها”.
وأوصت الوزارة في حال زيادة أعداد الحشرات بصورة كثيفة، القيام بعدة إجراءات منها إغلاق كل المنافذ إلى داخل الأمكنة التي نود حمايتها، كالأبواب والنوافذ وبالإفادة من المناخل، إطفاء الأنوار في الخارج، وكذلك التي لا نحتاج اليها داخل الأمكنة التي نود حمايتها مساءً.
كما أوصت البلديات، إذا كانت أعدادها كثيفة بشكل لا يطاق، في الأحياء السكنية، برش مادة “الدلتامثرين” بتركيز ٥% (١ ليتر لكل برميل – ٢٠٠ ليتر مياه – وبسعر حوالي ١٥$/ليتر)، مع التأكيد على الرش والإلتزام بالضوابط (خلو الشوارع من المارّة، عدم الرش في حال وجود رياح…) وكذلك التأكيد على الرش بالرذاذ وليس بالتدخين.
اما داخل المنازل، فتوصي الوزارة عند الضرورة القصوى باستخدام مبيدات الحشرات الزاحفة والتي تحتوي على المادة الفاعلة “الدلتامثرين”، وهي متوافرة في البخاخات الموجودة في الأسواق، ويمكن شطف الشرفات والمداخل وقرب النوافذ بالماء المخلوط مع مادة الكاز النفطية، أو رش بعض الكاز حول المنافذ (أبواب ونوافذ).
وفي حال كانت الخنافس موجودة فقط في الأماكن والمناطق المفتوحة وفي الهواء الطلق، فلا داعي لرش المبيدات بحسب الوزارة، وعلى العكس شددت على عدم الرّش حفاظاً على التوازن الطبيعي والبيئي.
المهندس الزراعي وخبير الحشرات في “جمعية درب عكار” عبد الهادي صعب أكد عبر “لبنان الكبير” أن “ظهور الحشرات مرتبط دائماً بالطقس، وخصوصاً عند ارتفاع الحرارة، وفي لبنان فجأة انقلب الطقس وكأننا في الصيف، لذلك نراها اليوم بأعداد كبيرة لأنها خرجت دفعة واحدة، بدل أن تظهر تدريجياً، وهي عدة أنواع من الخنافس، وليست مؤذية أبداً والضوء هو الوحيد الذي يجذبها، حتى أنها لا تؤذي المزروعات”.
وأضاف: “لا داعي للخوف والهلع من أن تطول مدة انتشارها بهذه الكثافة، لأنها ستموت بسبب ظروف طبيعية أو بسبب دعسها وبطبيعة الحال دورة حياتها قصيرة، والطقس سيتغير تلقائياً ويمكن أن تخف الموجة كثيراً هذين اليومين”.
وبالنسبة الى الأشخاص الذين ربطوا انتشار الخنافس في لبنان بالكميات الكثيفة الموجودة في سوريا، قال صعب: “الفرضية غير صحيحة، ولا يمكن لهذه الخنفساء الانتقال من مكان إلى آخر، وهي موجودة في كل منطقة ولكن الحرارة التي ارتفعت متفاوتة بين منطقة وأخرى ما تسبب بهذه الموجة في مناطق دون غيرها”.
لبنان الكبير